السودان.. خريطة السيطرة والمعارك بين الجيش والدعم السريع في كردفان

تصعيد عسكري في إقليم كردفان
تشهد كردفان خلال الأيام الأخيرة تصعيداً عسكرياً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى جانب قوات محلية تعرف محلياً باسم قوات تأسيس، مع تغيّرات ميدانية متسارعة وتوقعات بامتداد خطوط القتال إلى مناطق أوسع.
تشير مصادر عسكرية ميدانية إلى أن المعارك تتواصل في شمال كردفان، حيث سيطر الجيش على بعض المواقع في الأبيّض مركز قيادة عملياته، فيما تبقى بارا خارج السيطرة الكلية مع وجود مواجهات محدودة في أم صميمة وأبو قعود.
شمال كردفان
يُعدّ الأبيّض مركز قيادة الجيش في الشمال، وتسيطر قواته على المدينة كقاعدة لقيادته إلى جانب الرهد وأم روابة، وتبقى بارا وبعض البلدات القريبة من المدن الكبرى الثلاث خارج السيطرة الكلية.
وتشهد المناطق الواقعة جنوب وغرب الأبيّض مواجهات متقطعة وتوتراً متصاعداً، مع حشود عسكرية كبيرة من الطرفين، ما يجعل المنطقة مرشحة لمواجهة أوسع، في حين يحاول الجيش استعادة بارا من أجل تأمين الحدود مع الأبيّض.
غرب كردفان
تسيطر قوات الدعم السريع على غالبية محليات غرب كردفان، بما في ذلك النهود والخوي والفولة والمجلد، وتتركز المواجهات حالياً في بابنوسة التي يسيطر عليها الدعم السريع، وهو ما يجعل اللواء 90 التابع للجيش في هجليج القوة الوحيدة التي تقف في وجهه في هذه الولاية.
جنوب كردفان
يمسك الجيش بمدينتي كادقلي والدلنج إضافة إلى أبو جبيهة وكلوقي وتلودي، فيما تسيطر قوات الدعم السريع وحليفتها الحركة الشعبية – جناح عقار على كاودا وهبيلا ومناطق مجاورة، وتدور اشتباكات متقطعة قرب كادقلي والدلنج.
وفي الجهة الشرقية من الولاية، تشهد الأطراف أقوى المواجهات بين الجيش والحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، التي تحظى بدعم من الدعم السريع، حيث سيطر الجيش على مبسوطة والجبال الستة وتقدم نحو الموريب، أحد معاقل الحركة الشعبية.
قصف متبادل وتطورات ميدانية
تعرضت مدينة كاودا، المعقل الرئيسي للحركة الشعبية، لقصف بطائرات مسيّرة تابعة للجيش، بينما ردت الحركة بقصف مدفعي استهدف محلية كلوقي، في مؤشر على اتساع نطاق الاستهداف المتبادل بين الطرفين.
الجانب الإنساني والدولي
وتخشى الأمم المتحدة من أن يتحول الإقليم إلى فاشر دارفور جديدة بسبب المواجهات المستمرة وموجات النزوح المتعاقبة التي تجاوزت مئات الآلاف من المدنيين، الذين يتجهون إلى الأبيّض في شمال كردفان كوجهة رئيسية إضافة إلى ولايتي الشمالية والنيل الأبيض.
وأفاد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة OHCHR بأن 269 مدنياً على الأقل سقطوا جراء الغارات الجوية والقصف والإعدامات الميدانية في شمال كردفان منذ 25 أكتوبر. وفي تقارير لاحقة ذكرت مصادر سقوط 79 مدنياً بينهم 43 طفلاً و6 نساء، بالإضافة إلى مذبحة روضة أطفال بجنوب كردفان أسفرت عن سقوط أكثر من 50 قتيلاً بينهم 33 طفلاً، وهو ما ورد في بيان وزارة الخارجية التي اتهمت قوات الدعم السريع بملاحقة الضحايا والمسعفين في المستشفى الريفي.
وفي نيويورك، أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن الوضع الأمني في كردفان يتدهور بشدة منذ أوائل نوفمبر، ما أدى إلى نزوح واسع وتفاقم الاحتياجات الإنسانية، مع استمرار العمل الإنساني رغم محدودية الموارد المتاحة.




