سوريا.. غارة أميركية تستهدف مدنياً بدلاً من قيادي في تنظيم داعش

أفادت تقارير أن غارة شنتها الولايات المتحدة وقوات محلية سورية بهدف القبض على مسؤول في داعش وأسفرت عن استهداف رجل مدني كان يعمل متخفياً في جمع معلومات استخبارية عن المتطرفين، وفقاً لوكالة أسوشيتد برس.
قال مقربون من خالد المسعود إنه كان يجسس على داعش لسنوات، ثم لصالح حكومة الشرع التي تشكلت بعد سقوط نظام بشار الأسد قبل عام.
زار الشرع واشنطن بعد أسابيع من الغارة، وأعلن انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد داعش.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية في أحدث مؤشر على تزايد التعاون أن القوات الأميركية وقوات من وزارة الداخلية السورية عثرت على 15 مخبأ أسلحة لـداعش في الجنوب ودمرتها.
تفاصيل الغارة
وقعت الغارة في 19 أكتوبر في بلدة الضمير شرق دمشق قرب الساعة الثالثة فجرًا بحسب التوقيت المحلي، حيث استيقظ السكان على دوي مركبات ثقيلة وطائرات.
وأفاد السكان بأن القوات الأميركية نفذت الغارة إلى جانب الجيش السوري الحر، وهو فصيل معارض دربته الولايات المتحدة، ويتبع الجيش الحر الآن رسميًا لوزارة الدفاع السورية.
في السياق، قالت صباح الشيخ الكيلاني، والدة خالد المسعود، إن القوات حاصرت منزل ابنها المجاور، حيث كان مع زوجته وبناته الخمس، وطرقت الباب بقوة.
وأضافت الكيلاني أن المسعود “أخبرهم أنه كان مع الأمن العام، التابع لوزارة الداخلية السورية، لكنهم كسروا الباب وأطلقوا النار عليه”.
وتابعت: “اقتادوه مصاباً، ولاحقاً، أبلغ مسؤولو الأمن الحكوميون العائلة أنه أُطلق سراحه، لكنه في المستشفى، ثم استُدعيت العائلة لاستلام جثته.. ولم يتضح متى توفي.. كيف مات؟ لا نعرف.. أريد محاسبة من سلبوه من أبنائه”.
وتعتقد عائلة المسعود أنه استُهدف بناءً على معلومات استخباراتية خاطئة قدّمها أعضاء في الجيش السوري الحر.
وقال ابن عمه إن المسعود “عمل مع جماعة هيئة تحرير الشام، في معقلها الشمالي الغربي بإدلب قبل سقوط الأسد، ثم عاد إلى الضمير وعمل مع الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة الشرع”.
وأكد مسؤولان أمنيان ومسؤول سياسي أن المسعود “كان يعمل مع الحكومة السورية المؤقتة في دور أمني وأنه عمل على مكافحة داعش”.
ذكرت التقارير الإعلامية الأولية عن الغارة أنها ألقت القبض على مسؤول في داعش، لكن القيادة المركزية الأميركية، التي عادةً ما تصدر بيانات عندما تُسفر عملية عن مقتل أو أسر عضو في الجماعة المتطرفة في سوريا، لم تُصدر أي إعلان.
وقال مسؤول دفاعي أميركي، رداً على سؤال حول الغارة وهدفها وما إذا كانت قد نُسِّقت مع الحكومة السورية: “نحن على علم بهذه التقارير، لكن ليس لدينا أي معلومات نقدمها”.
يظل سبب الغارة غير واضح، سواء كان مبنيًا على معلومات استخباراتية خاطئة أم أن أحد زوّد التحالف بمعلومات كاذبة عمدًا.
من جانبها، ذكرت منظمة إيروورز المعنية بمراقبة النزاعات في لندن أن 52 حادثة أصيب فيها مدنيون أو قتلوا في عمليات التحالف بسوريا منذ 2020، ووصفت المسعود كمدني.
وقالت إميلي تريب، مديرة “إيروورز”، إن المنظمة أشارت إلى حالات من ما تسميه الولايات المتحدة أخطاء، بما في ذلك حالة عام 2023 حين قتل أميركي قائدًا في تنظيم القاعدة بغارة عبر طائرة مسيرة وتبين لاحقاً أنه مزارع مدني.
ولم يتضح ما إذا كانت غارة 19 أكتوبر فشلت بسبب معلومات استخباراتية خاطئة أم أن معلومات كاذبة زود بها أحد.
قال وسيم نصر، الباحث البارز في مركز صوفان المعني بالأمن، إن قتل المسعود قد يمثل نكسة كبيرة لجهود مكافحة داعش، مضيفاً أنه كان يتسلل إلى صفوف داعش في البادية السورية المعروفة بنشاط التنظيم، وأن الغارة جاءت نتيجة انعدام التنسيق بين التحالف ودمشق.
وتابع أن داعش كان يسيطر في أوج قوته عام 2015 على نصف مساحة العراق وسوريا، وأن التحالف أخرجه من آخر معاقله أواخر 2019، وتتمركز الآن جهود مكافحة داعش عبر القوات الأميركية مع شركاء محليين مثل قوات سوريا الديمقراطية والجيش الحر، والآن مع قوات الأمن التابعة للحكومة السورية الجديدة.
وتقدّر الولايات المتحدة أن تنظيم داعش لا يزال يضم نحو 2500 عضو في سوريا والعراق، مع انخفاض عدد الهجمات هذا العام مقارنة بالعام الماضي. وتُقدر أن عدد القوات الأميركية في سوريا يقل عن ألف جندي، ويعملون بشكل رئيسي مع قوات سوريا الديمقراطية في الشمال الشرقي والجيش الحر في الجنوب، والآن مع شريك جديد وهو قوات الأمن التابعة للحكومة السورية الجديدة.



