“رويترز”: احتجاز وابتزاز مالي بحق الناجين من حصار الفاشر في السودان

تشير شهادات ناجين من أكثر من 30 شخصاً جمعتها رويترز إلى أن سكان الفاشر الذين فرّوا تعرضوا لاحتجاز منظم وابتزاز مالي في مناطق تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع، حيث طُلب من ذوي المحتجزين دفع مبالغ تراوحت بين 5 ملايين و60 مليون جنيه سوداني (1400–17000 دولار)، وهي مبالغ باهظة في واحدة من أفقر مناطق السودان.
وتحدث الناجون عن وقوع حالات قتل بعد انتهاء المهلة الممنوحة للأسر لدفع الفدى، فيما قال عاملون في الإغاثة إن أعداداً كبيرة ما زالت محتجزة في قرى شمال غرب الفاشر، منها قرني وكورما وأم جلبخ وشقرة.
وتتزامن هذه الشهادات مع تقديرات أممية تشير إلى أن الفاشر، التي سقطت بيد الدعم السريع في أكتوبر بعد حصار استمر 18 شهراً، أصبحت بؤرة لمعاناة إنسانية مع استمرار انقطاع الاتصالات وصعوبة وصول المساعدات، بينما ما يزال آلاف من سكانها في عداد المفقودين.
الدعم السريع: مسؤولون وتهم بالتجاوزات
المستشار القانوني لقوات “الدعم السريع” محمد مختار قال إن معظم حوادث الاحتجاز نُفذت “بواسطة مجموعة منافسة ترتدي زياً مشابهاً”، مؤكداً أن لجنة تابعة للقوات تتحقق يومياً في عشرات الانتهاكات، وأن عدداً من المشتبه بهم أُوقفوا وأُدين بعضهم.
ولكن تقارير صادرة عن منظمات حقوقية دولية، بينها هيومن رايتس ووتش، وثّقت في وقت سابق أنماطاً من الاستهداف العرقي والعنف ضد المدنيين في مناطق عدة بدارفور، داعية إلى فتح ممرات آمنة وإجراء تحقيقات مستقلة.
احتجاز داخل الفاشر واستخدام الفدى عبر الإنترنت
ونقل ناجون عن تعرض المحتجزين للضرب المبرح أو الإهانات ذات الطابع العرقي. كما تحدث آخرون عن استخدام أجهزة اتصالات عبر الأقمار الاصطناعية للتواصل مع أسرهم وطلب الفدى، في ظل انقطاع الشبكات الأرضية عن أجزاء واسعة من دارفور.
وقال ناشطون إن بعض المحتجزين نُقلوا إلى مواقع داخل الفاشر، بينها منشآت تعليمية وصحية، حيث أفاد شهود عن تكدّس مئات الأشخاص في ظروف صعبة، وهو ما يتسق مع تقديرات عاملين في الإغاثة تحدثوا عن “زيادة لافتة” في حالات الاحتجاز منذ سقوط المدينة.
مخاطر إنسانية تتفاقم
وتقدّر منظمة الهجرة الدولية أن أكثر من 100 ألف شخص فرّوا من الفاشر عقب السيطرة عليها، بينما لم يتمكن آخرون من المغادرة بسبب المرض أو العجز المالي.
وتشير تقارير إنسانية حديثة إلى أن مناطق شمال دارفور باتت من بين الأكثر عرضة لخطر المجاعة في السودان.
وتنشر “الدعم السريع” من وقت لآخر مقاطع مصوّرة تظهر تقديمها مساعدات للمدنيين، فيما يقول الناجون إن هذه المواد “لا تعكس واقع ظروف الاحتجاز”، وفق ما نقلته رويترز.




