واشنطن تعيد تقييم علاقتها مع تنزانيا بسبب مخاوف تتعلق بالحريات الدينية والاستثمار

تجري الولايات المتحدة مراجعة لعلاقاتها مع حكومة تنزانيا في ظل مخاوف من الحرية الدينية وحرية التعبير ووجود عقبات أمام الاستثمار الأميركي والعنف ضد المدنيين.
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية تومي بيغوت إلى أن واشنطن تقدّر شراكتها الراسخة مع شعب تنزانيا وأن هذه الشراكة جلبت الرخاء والأمن للبلدين والمنطقة، لكن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة التنزانية تثير مخاوف بالغة بشأن مسار العلاقات الثنائية وموثوقية الحكومة كشريك.
وأضاف البيان أن واشنطن تجري مراجعة شاملة لعلاقاتها مع حكومة تنزانيا، معتبرًا أن قمع الحكومة التنزانية للحرية الدينية وحرية التعبير، ووجود عقبات مستمرة أمام الاستثمارات الأميركية، إضافة إلى العنف المقلق ضد المدنيين في الأيام التي سبقت انتخابات 29 أكتوبر وبعدها، استدعى إعادة النظر في العلاقات.
وقالت واشنطن إن هذه الإجراءات عرّضت المواطنين الأميركيين والسياح والمصالح الأميركية في تنزانيا للخطر، وهدّدت بتقويض الرخاء والأمن المتبادلين اللذين ميّزا شراكتنا لعقود.
إعادة النظر
ودعت الولايات المتحدة مواطنيها إلى إعادة النظر في السفر إلى تنزانيا، كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء العنف وانقطاع الإنترنت الذي ساد البلاد خلال الانتخابات، كما ذكر بيان الاتحاد الأوروبي في الشهر الماضي.
وذكر بيان الاتحاد الأوروبي أن التقارير الموثوقة عن أعداد كبيرة من الضحايا والإصابات البالغة تثير القلق الشديد، ودعا إلى الإفراج عن جميع السياسيين المعتقلين وإجراء محاكمات شفافة وعادلة لأولئك الذين اعتُقلوا، وإجراء تحقيقات سريعة وشاملة في جميع الحوادث المبلغ عنها من اختطافات واختفاءات وأعمال عنف.
وحذرت بلومبرغ من أن استمرار الاضطرابات قد يضر قطاع السياحة الحيوي في تنزانيا، وهو قطاع يسهم بنحو ربع الناتج الاقتصادي للبلاد، مبينة أن أعمال العنف قد عطّلت شحنات النحاس القادمة من حزام النحاس في وسط إفريقيا والمتجهة إلى الصين.
ونقلت الوكالة عن الرئيسة سامية حسن قولها، بعد إعلان فوزها، السبت، إن حكومتها ستستخدم جميع الإجراءات المتاحة لوقف أي احتجاجات.
انتخابات مثيرة للجدل
ومطلع نوفمبر الماضي، بدأت رئيسة تنزانيا سامية صولوحو حسن فترة ولايتها الثانية وسط إجراءات أمنية مشددة في العاصمة دودوما، حيث أدت اليمين الدستورية عقب انتخابات مثيرة للجدل واحتجاجات تقول المعارضة إنها أسفرت عن سقوط مئات الأشخاص.
وشهدت شوارع العاصمة، ومركز البلاد التجاري دار السلام، مظاهرات حاشدة في 29 أكتوبر الماضي، وانتشرت في أنحاء البلاد احتجاجاً على استبعاد زعماء المعارضة الرئيسيين من العملية الانتخابية.
وأعلنت السلطات الانتخابية التنزانية فوز سامية حسن في الانتخابات بنسبة بلغت 97.66%. وبموجب القانون التنزاني، لا يمكن الطعن في نتائج الانتخابات.
وكانت سامية، البالغة من العمر 65 عاماً، وأول امرأة تتولى رئاسة البلاد، تولّت السلطة بعد وفاة الرئيس السابق جون ماجوفولي أثناء شغله المنصب في عام 2021.
وأشارت بلومبرغ إلى أنه رغم وعود الرئيسة بتنفيذ إصلاحات ديمقراطية، اتهم منتقدوها حكومتها بالتحول نحو مزيد من القمع عن طريق تضييق الخناق على المعارضة ووسائل الإعلام.




