البرهان يحث واشنطن على التدخل لإنهاء الحرب: السلام لن يتحقق إلا بتفكيك الدعم السريع

حث القائد العام للقوات المسلحة السودانية ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الولايات المتحدة وحلفاء بلاده الإقليميين على اتخاذ خطوات حاسمة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أبريل 2023، مؤكداً أن السلام الدائم لا يتحقق إلا بتفكيك قوات الدعم السريع. كما أعرب عن أمل السودانيين في أن تسمح واشنطن ببناء على وضوح تصريحاتها باتخاذ خطوة تالية، مع إيمان واسع بأن الإدارة الأمريكية الحالية تملك الصرامة اللازمة لمواجهة الأطراف الخارجية التي تساهم في إطالة أمد النزاع. كما رحب بالجهود الصادقة التي تبذلها الولايات المتحدة والسعودية لضمان سلام عادل ومنصف في السودان، مع تقديره لاستمرار حرصهما والتزامهما بوقف إراقة الدماء.
دوافع الحرب وجذورها
أوضح البرهان أن جذور النزاع تعود إلى تمرد قوات الدعم السريع على الدولة في أبريل 2023، حيث حشدت قواتها حول الخرطوم وسيطرت على مواقع استراتيجية قبل مهاجمة مقار الحكومة والجيش، وأن تلك الخيانة أشعلت الحرب في البلاد. وأشار إلى تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان التي وثّقت عمليات قتل جماعي وعنف جنسي وترويع المدنيين ارتكبتها الميليشيا، وأنه حين سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر أواخر أكتوبر قيل بأن آلاف المدنيين قُتلوا. وبيّن أن مصادر ميدانية قدّرت عدد الضحايا بنحو عشرة آلاف قبل انقطاع الاتصالات بالموقع، وهو تقدير يعكس فداحة ما حدث. كما أورد أن الفرصة الوحيدة لإعادة دمج عناصر من الميليشيا في الجيش الوطني تُتاح وفق معايير مهنية صارمة.
الرسالة إلى واشنطن والشركاء الدوليين
قال البرهان إن الشعب السوداني ينتظر من واشنطن البناء على هذا الوضوح واتخاذ خطوة تالية، مع إيمان واسع بأن الإدارة الأمريكية الحالية تمتلك الصرامة اللازمة لمواجهة الأطراف الخارجية التي تساهم في إطالة أمد الحرب. كما أشار إلى وجود قبول واسع بأن التصريحات الإيجابية للرئيس الأميركي عقب لقاءاته مع قادة في المنطقة تشجع على خطوات بناءة، وعبّر عن ترحيبه بالجهود الصادقة التي تبذلها الولايات المتحدة والسعودية لضمان سلام عادل ومنصف في السودان، مع تقديره لحرصهما والتزامهما بالعمل على وقف الدماء.
مخاطر الحرب وآفاقها الإقليمية
وحذر البرهان من أن ساحة المعركة لن تبقى محصورة في حدود السودان، بل تهدد استقرار البحر الأحمر شرقاً والمنطقة الساحل غرباً. كما لفت إلى أن الحرب تشكل خطراً مباشراً على المصالح الأمريكية، وأن قوات الدعم السريع أظهرت عداءها للولايات المتحدة. وتطرق إلى تقارير سابقة تفيد باستهداف موكب دبلوماسي أميركي وتوفي حارس في السفارة أثناء احتجاز له من قبل قوات الدعم السريع، مبرزاً أن هذه الأفعال لا تعكس سعي الطرفين للحل أو احترام المعايير الدولية. وأكد أن السودان لا يطلب صدقة من الخارج، بل يطالب العالم باختيار بين الاستقرار والعنف، بين دولة ذات سيادة تحمي مواطنيها وميليشيا تسعى لتدمير المجتمع.
المشهد المستقبلي والشراكة مع الولايات المتحدة
قال البرهان إن السودان يريد أن يكون شريكاً قوياً للولايات المتحدة في مرحلة ما بعد الحرب، وأن يساهم في حماية الاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب وإعادة إعمار المدن والقرى المدمّرة. وأشار إلى أن للشركات الأميركية دوراً مهماً في إعادة الإعمار والتنمية طويلة الأجل. وأوضح أن السودان يقف عند مفترق طرق: أحد المسارين يؤدي إلى انهيار وفوضى إقليمية، والآخر يقود إلى تعافٍ وتحقيق الديمقراطية والاستقرار. كما قال إن السلام لا يمكن أن يقوم فقط على القوة العسكرية، بل يجب أن يقوم على الديمقراطية وسيادة القانون وحماية حقوق الشعب، وأن القوات المسلحة لا تزال ملتزمة بالانتقال نحو حكم مدني رغم أن الحرب عطلت هذا المسار، وأن الشعب يستحق أن يختار قادته ويصوغ مستقبله.
أوضح أن السودان في هذه اللحظة يحتاج إلى شركاء يدركون المخاطر ومستعدين لمواجهة الحقائق المزعجة، وأنه على أتم الاستعداد للعمل البناء مع إدارة الرئيس ترمب ومع كل من يسعى بصدق إلى السلام. لا يمكن بناء السلام على الأوهام، بل على الحقيقة، وفي هذه اللحظة تعتبر الحقيقة أقوى حليف للسودان.




