ماكرون يحث الأطراف الموقّعة على اتفاق غزة على الالتزام بتعهداتها من أجل بلوغ اليوم التالي

السلام في غزة
شدد ماكرون في مؤتمر صحافي على هامش قمة العشرين في جنوب إفريقيا على صعوبة الوضع في غزة، مؤكداً ضرورة الحفاظ على السلام والتزام كل طرف بتعهداته حتى النهاية. وأضاف أن الخطوة التالية تتعلق بإدارة غزة ونشر قوات الأمن ثم القوة الدولية في اليوم التالي، وأن فرنسا والسعودية هما الضامنتان لهذا الجدول المنبثق عن إعلان نيويورك الخاص باعتراف دولة فلسطينية، وهو مسار يهدف إلى بلوغ أفق سياسي.
أوضح أن الطريق هذا يحظى بإجماع محلّي، وإن لم يكن شبه إجماع، في الشرق الأوسط.
يظل الوضع في غزة بالغ الصعوبة مع استمرار إسرائيل في شن غارات رغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منذ 10 أكتوبر الماضي.
السلام في السودان
أشار ماكرون بشأن السودان إلى تمسك فرنسا بتحقيق السلام، مضيفاً أن البلد عانى كثيراً من الحرب الأهلية مع تدفّق الدعم العسكري من الخارج، ودعا إلى العودة إلى طاولة الحوار واستئناف الوساطات واستعادة المكوّن المدني دوره. وأكّد أن فرنسا نظّمت قبل أشهر مؤتمراً بهذا الخصوص وستواصل التنسيق مع المفاوضين الرئيسيين لأداء دورها.
شدد على أن السودان يحتاج إلى السلام وتوقف تدفق الأسلحة وأن يتوقف من يزوده بها، وأن يستعيد المجتمع المدني مكانته. وتذكر الحرب في السودان أنها اندلعت في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتسبّبت بكارثة إنسانية واسعة وخلفت آلاف القتلى ودماراً ونزوحاً جماعياً غير مسبوق.
علاقات هادئة ومسار جديد مع الجزائر
وتطرّق ماكرون إلى الخلافات مع الجزائر، مؤكداً ضرورة اعتماد “علاقات هادئة” مع تصحيح العديد من الأمور. وأوضح أن كثيرين في فرنسا يريدون جعل الجزائر قضية داخلية، وأن كثيرين في الجزائر يريدون جعل فرنسا قضية داخلية، مضيفاً أنه إذا تركنا هؤلاء يضعون جدول الأعمال فلن نحقق أي تقدم.
ولفت إلى أن السنوات الماضية شهدت تقدماً عملياً وملموساً من خلال اعتماد المقاربة نفسها: الاحترام والمطالب، مشدداً على أن الاحترام ضروري لأنه عندما نريد التقدّم مع طرف ما نادراً ما نحصل على نتائج إذا تعرّض الطرف الآخر للإهانة.
شدد على أن الوضع ليس مرضياً وأن كلا البلدين يريد نتائج مع فهم ما يريده الطرف الآخر أيضاً.
وأعلن عن “مسار جديد” للعلاقات مع الجزائر وطرحه على الوزراء والمسؤولين المعنيين قبل أسابيع، وهو المسار الذي أدى إلى إعادة فتح النقاشات على المستوى التقني بين مديري الخدمات وعلى مستوى الأمناء العامين لوزارات الخارجية، مع وجود اجتماعات مرتقبة بين وزراء البلدين في المستقبل، بهدف إعادة إحياء العلاقات بين باريس والجزائر.
وأشار إلى أنه بهذا المسار حققنا نتائج أولية، من بينها الإفراج عن الكاتب الجزائري-الفرنسي Boualem Sansal، وذلك بفضل وساطة من الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير وتلبي تبون لهذه اللفتة. وتُوفيء ماكرون إلى أن اللقاء مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون سيكون عند التحضير له جيداً من أجل تحقيق نتائج.
ودعا إلى التحلي بثبات وبالتواضع والاحترام، ومواصلة العمل لحل جميع الإشكالات. وأوضح أن تبون أصدر في 12 نوفمبر عفواً عن Sansal بناء على وساطة شتاينماير، وأن Sansal أوقف قبل عام وتعرّض لسجن خمس سنوات في مارس بتهمة المسّ بوحدة الوطن، ثم أُفرج عنه في نوفمبر الجاري.




