النفط الروسي يواجه خطر البقاء عالقاً في البحر مع بدء تطبيق العقوبات الأميركية

تأثير العقوبات وتدفق النفط الروسي
دخلت العقوبات الأمريكية حيز التنفيذ عند الساعة 1:01 مساءً بتوقيت سنغافورة يوم الجمعة، فوجدت نحو 48 مليون برميل من الخام الروسي عالقًا في البحر وتبحث ناقلات عن وجهات بديلة في فصل جديد من إعادة تشكيل تجارة النفط العالمية.
شرعت المصافي الهندية في البحث عن إمدادات بديلة، فحجزت ناقلات لجلب شحنات من الشرق الأوسط بوتيرة رفعت أسعار الشحن على هذا المسار إلى مستويات قريبة من أعلى مستوى في خمس سنوات.
أشار وارن باترسون إلى أن تدفقات الصادرات الروسية لا تزال قائمة لكنها لم تصل بعد إلى وجهاتها النهائية، ومع استمرار الوضع وتراكم الشحنات قد نرى انخفاضًا في الإمدادات يثير قلق الأسواق.
تشير أرقام كبلر إلى أن نحو 48 مليون برميل من خام روسنفـت ولُوك أويل في طور النقل أو بدأ تحميلها، وتضم نحو 50 ناقلة متجهة إلى الصين والهند، إضافة إلى ناقلات أخرى بلا وجهة محددة.
سعى موسكو إلى ضمان استمرار التدفق فحافظت على حجم الشحنات البحرية عند نحو 3.4 مليون برميل يومياً وفق بيانات تتبّع السفن، بينما لم تظهر الأسعار القياسية للنفط تأثيراً ملحوظاً حتى الآن.
تظل ضمانات وصول جميع الشحنات إلى المشترين غير مؤكدة، حتى في أكبر أسواق آسيا حيث لا تزال الصين والهند تمثلان حصة كبيرة من صادرات روسيا وتربطهما علاقات وثيقة بموسكو.
تصاعدت مخاوف العقوبات الثانوية مع زيادة الضغط الأميركي على أي جهة تسهيل صادرات روسيا، وسيحدد نطاق القيود والتزام واشنطن تطبيقها حجم النفط الذي ستصل إليه المصافي فعلياً.
قال آدم لانينغ، كبير محللي سوق الناقلات في SSY، إن هذه مرحلة مؤلمة لكنها قد تستمر ثلاثة أو أربعة أشهر، وستتكيّف الأسواق وتبتكر مسارات جديدة لاستيراد الخام دون تدقيق.
دفع الضغط المتزايد على الصادرات الروسية المشترين إلى التحول إلى الخامات الرئيسة، لكن الأيام المقبلة ستكشف مدى قدرة هذا التحول على الصمود.
عادت ناقلتان محملتان بخام الأورال، كانتا قد غيّرتا مسارهما نتيجة العقوبات، لاستئناف رحلتيهما في الأيام الأخيرة، في إشارة إلى اتجاههما نحو الهند، مع أن الشحنتين من المرجح ألا تصلان قبل انتهاء التسوية في 21 نوفمبر.
تحولات مسارات الشحن
أظهرت بيانات تتبّع السفن أن Spirit 2 المحملة بما يصل إلى 730 ألف برميل من خام الأورال كانت تتجه نحو آسيا ثم غيرت مسارها بعد عبور قناة السويس في مطلع نوفمبر، وظلت في المنطقة قبل أن تستأنف الإبحار جنوباً وتوجهت إلى الهند.
أظهرت بيانات التتبّع أن الناقلة فوريا التي نفذت انعطافاً حاداً في بحر البلطيق أواخر أكتوبر عبرت القناة باتجاه الهند وتحمل ما يقرب من 730 ألف برميل من خام الأورال.
تبحر الناقلة Cindy محملة بنحو 770 ألف برميل من خام الأورال من ميناء كوزمينو دون تحديد وجهتها، وهي الآن في المياه المفتوحة قبالة سنغافورة وماليزيا، حيث تُنقل الشحنات بين ناقلات بهدف إخفاء مصدر النفط.
توجهت الناقلة Fortis المحملة بما يصل إلى 720 ألف برميل من خام الأورال إلى ميناء يوسو في كوريا الجنوبية، وهو موقع آخر يُستخدم لنقل النفط بين ناقلة وأخرى، بعدما نُفّذت عملية نقل نادرة في المياه القريبة من سواحل الهند، وكان من المتوقع أن ترسو في نينغبو الصينية قبل أن تتحول الوجهة إلى يوسو.




