اخبار سياسية

التبادل التجاري: أولى ضحايا التوتر السياسي بين الصين واليابان

حمّلت وزارة التجارة الصينية اليابان مسؤولية تلقّي التعاون التجاري بين الصين واليابان ضربة كبيرة، وسط تصاعد التوتر الدبلوماسي بين البلدين على خلفية تصريحات رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي بشأن تايوان.

وقالت الوزارة إنها ستتخذ الإجراءات اللازمة إذا أصرت اليابان على الاستمرار في الطريق الخاطئ، مع تحذيرات بأن أي خطوة ستؤدي إلى ردود فعل مناسبة من الصين.

وتدهورت العلاقات حين ربطت تاكايتشي علناً بين أزمة محتملة في مضيق تايوان واحتمال نشر قوات يابانية، وهو ما رُفِع كتهديد وجودي لليابان ويمكن أن يتجاوب معه رد عسكري من طوكيو.

وردّت بكين بإجراءات حازمة شملت تحذيرات سفر وتهديدات اقتصادية، وتعليق واردات المأكولات البحرية اليابانية، فيما يزداد القلق من تأثيرات محتملة على التجارة والسياحة بين البلدين مع إصرار الصين على مطالبة تاكايتشي بالتراجع عن تصريحاتها، خاصة بعد فشل أولى جولات المحادثات الرامية للتهدئة.

تصاعد التوتر

وتشير التفاعلات الحادة بين الطرفين إلى أن الخلاف لا يظهر أي بوادر للانفراج، فقد حذّرت بكين مواطنيها من السفر إلى اليابان، وهو ما دفع وكالتين سفر مملوكتين للدولة إلى إلغاء رحلات جماعية كانت مقرّرة منذ أشهر، وفق مصادر مطلعة.

وأدى التحذير إلى موجة بيع مكثّفة في أسهم كبرى شركات السياحة والتجزئة اليابانية، قبل أن تستعيد جزءاً من خسائرها وفق بيانات بلومبرغ.

كما أبلغت الصين اليابان بتعليق واردات المأكولات البحرية اليابانية، وذلك بعد أقل من خمسة أشهر من إعلان بكين رفع حظر سابق.

ونصحت شركات صينية مملوكة للدولة موظفيها بتجنب السفر إلى اليابان، وأرسلت مجموعات استثمارية وبنوك ووسطاء ماليون رسائل تحذيرية لموظفيهم هذا الأسبوع وفق بلومبرغ.

وقال ليو جينسونج، مدير إدارة الشؤون الآسيوية في وزارة الخارجية الصينية، إنه غير راضٍ عن نتائج الاجتماع مع المدير العام لمكتب الشؤون الآسيوية والأوقيانوسية في وزارة الخارجية اليابانية، كاناي ماساكي، أمس الثلاثاء.

وأثارت جوانب بروتوكولية في الاجتماع الانتباه أيضاً؛ فقد نقلت وسائل إعلام حكومية أن رتبة كاناي المتوسطة تعكس عدم جدية اليابان في إنهاء الخلاف، كما أثارت ملابس ليو جدلاً حول رسالة رمزية محتملة.

وذكر حساب على مواقع التواصل التابع لهيئة الإذاعة الصينية أن البدلة التقليدية التي ارتداها ليو تشبه تلك التي ارتداها الطلاب المحتجون خلال حركة الرابع من مايو في عام 1919، وهو حدث تاريخي أدى إلى مقاطعة البضائع اليابانية.

قضايا التجسس سلاح جديد

وقالت أعلى هيئة لمكافحة التجسس في الصين إنها كشفت عدة قضايا تتعلق بالتسلل والتجسس تورّطت فيها وكالات استخبارات يابانية خلال السنوات الأخيرة، متعهّدة بتكثيف العمل الاستخباراتي المضاد وسط تصاعد التوترات بين بكين وطوكيو بسبب تصريحات تاكايتشي.

وأشارت وزارة أمن الدولة الصينية، الأربعاء، في مقال نشرته على مواقع التواصل، إلى أنها كشفت سلسلة قضايا التجسس التي تورّطت فيها وكالات استخبارات يابانية قامت بالتسلل وسرقة أسرار من الصين، وأن ذلك ساهم في الحفاظ على أمن أسرار البلاد الجوهرية.

وتعهّدت الوزارة بأن ضباط أمن الدولة سيقضون بحزم على أي مخططات خبيثة ترمي إلى تقسيم البلاد تحت غطاء العمل الاستخباراتي، وأنهم سيعارضون أي أعمال دنيئة تقوم بها دول أجنبية تهدف إلى زعزعة السلام والاستقرار الإقليمي، وفق تقرير لوكالة ساوث تشاينا مورنينغ بوست.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى