السيسي وبوتين يشاركان في حفل تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى في مصر

أعلنت مصر عن “نقلة نوعية” في مشروع مشترك مع روسيا، وتزامن الحدث مع العيد السنوي الخامس للطاقة النووية الذي تنظمه مصر يوم 19 نوفمبر من كل عام، إحياءً لذكرى توقيع الاتفاقية الحكومية لبناء وتشغيل محطة الضبعة النووية.

الحدث والتبعات الاستراتيجية

صرّح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن تنفيذ هذه الفعالية يعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين ويمتد إلى مسار التعاون الثنائي عبر مشاريع عملاقة تركت بصماتها في التنمية، بدءاً من السد العالي في الستينيات وصولاً إلى مشروع محطة الضبعة النووية.

وقد استكملت الفرق الهندسية المصرية والروسية تركيب حلقة الدعم وجملون الدعم وجملون الدفع في مبنى احتواء المفاعل، وتجرى حالياً أعمال الفحص النهائي والتجهيزات اللوجستية استعداداً لرفع وتنزيل وعاء الضغط باستخدام رافعة بقدرة 2000 طن، لضمان وضعه بدقة وفق المواصفات الفنية.

يعد وعاء الضغط أحد المكونات الحيوية في أي محطة نووية، إذ يحتوي على قلب المفاعل ويصمم لتحمل ضغوط عالية ودرجات حرارة تفوق 300 درجة مئوية، مع ضمان عدم تسرب المواد المشعة.

وصل وعاء الضغط الخاص بالوحدة الأولى إلى ميناء الضبعة التخصصي في 21 أكتوبر 2025، قادماً من روسيا عبر سفن متخصصة، في عملية لوجستية استغرقت أسابيع وتمت وفق معايير سلامة عالمية.

تضم محطة الضبعة أربع وحدات نووية، كل منها 1200 ميغاوات، ليصل الإجمالي إلى 4800 ميغاوات، وتستند إلى تقنية مفاعلات الماء المضغوط من الجيل الثالث المطور (VVER-1200)، وهي من أحدث المفاعلات أماناً وتعمل بنجاح في روسيا والصين والهند.

وينفذ المشروع وفق العقود المبرمة في 11 ديسمبر 2017، وتلتزم روسيا ببناء المحطة بالكامل وتوريد الوقود النووي على مدى عمرها (60 عاماً)، وتدريب الكوادر المصرية ودعمها في التشغيل والصيانة خلال العقد الأول، إضافة إلى بناء مرافق تخزين للوقود المستنفد وتقديم حاويات آمنة لتخزينه.

يأتي هذا الحدث في إطار استراتيجية أوسع لتعزيز أمن الطاقة وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة النظيفة وفق رؤية 2030.

وتعكس عملية تركيب وعاء الضغط خطوة أولى ملموسة نحو تشغيل الوحدة الأولى بحلول عام 2028، وتؤكد رسالة إلى العالم بأن مصر تملك إرادة وقدرة على تنفيذ مشاريع تكنولوجية متقدمة بمعايير دولية دون تبعية وبإرادة وطنية.