عقبات تواجه وعد ترامب لكوريا الجنوبية في صفقة الغواصات النووية وسط مخاوف إقليمية

تطورات صفقة الغواصات النووية بين سول وواشنطن
أعلنت سول الأسبوع الماضي موافقتها على بناء غواصة تعمل بالطاقة النووية، ما أشعل تكهنات حول جدوى التعهد وتداعياته الإقليمية.
تصاعدت التكهنات حول ما إذا كان التعهد قابلاً للوفاء، وما إذا كان سيؤدي إلى تسريع سباق التسلّح في منطقة متوترة، مع إثارة اليابان لرغبتها في بحث امتلاك سلاح مماثل.
وتواجه الصفقة عراقيل محتملة رغم وجود سيناريوهات لتجاوزها، وسط مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى تسريع سباق التسلّح وإثارة رد فعل صيني حاد.
أعلن ترمب على Truth Social أنه منح سول الضوء الأخضر لبناء غواصة تعمل بالطاقة النووية، وأنها ستُبنى في حوض Philly Shipyard في فيلادلفيا الذي اشترته Hanwha.
وأكد وزير الدفاع الأميركي أن الطريق لا يزال طويلاً قبل أن تمتلك سول غواصات نووية فعلياً.
قال مسؤول في مكتب رئيس كوريا الجنوبية إن سول تريد الحصول على يورانيوم مخصّب من الولايات المتحدة لاستخدامه كوقود لغواصة نووية تعتزم إنتاجها.
يكشف الاتفاق عن تقارب أقوى بين مصنّعي السفن الحربية الأميركيين والكوريين الجنوبيين.
ويمتد استثمار كوريا الجنوبية إلى مشروع أوسع يشمل 150 مليار دولار في قطاع بناء السفن الأميركي.
قال الخبير ديني روي من مركز إيست-وِست إن الحد الأدنى المفيد سيكون على الأرجح ست غواصات، مع جداول زمنية قد تصل إلى عشر سنوات لبناء الأولى.
ويمثل أقرب نموذج أميركي لما ستبنيه سول غواصة من فئة فيرجينيا، التي تبنى في دفعات عبر حوضين بناء أميركيين.
تبلغ تكلفة الغواصة الواحدة من فئة فيرجينيا نحو 4.3 مليارات دولار عند تجهيزها.
تكلف الغواصات الكورية المصنوعة محلياً أقل كثيراً من ذلك، فغواصات جانغ بوجو صدّرتها إلى إندونيسيا نحو 350 مليون دولار للغواصة في 2011، بينما بلغت تكلفة دوسان آن تشانغ-هو نحو 850 مليون دولار في 2021.
لكن التكلفة ليست العامل الوحيد، فالمقارنة ليست عادلة لأنها غواصات أصغر حجماً ولا تستخدم الدفع النووي.
يكلف احتمال قدرة كوريا الجنوبية على بناء غواصات نووية بتكلفة أقل اعتماداً على عوامل عدة، منها حجم البناء في الولايات المتحدة وحجم البناء في كوريا الجنوبية ومدى قدرة Hanwha على تبسيط الإنتاج.
يتطلب حوض Philly Shipyard إعادة تهيئة ليصبح قادراً على بناء الغواصات، كما أن البحرية الأميركية لديها تراكم من الطلبات يجب أن تُبنى داخل الولايات المتحدة.
يقول ديني روي إن الصفقة قد تسهم على المدى الطويل في زيادة القدرة الإنتاجية لأحواض السفن الأميركية.
ويمثل الاستثمار الكوري الجنوبي جزءاً من مشروع أوسع يشمل 150 مليار دولار لقطاع بناء السفن الأميركي.
وصف معهد لوّي لهذه الخطوة بأنها من أكثر التحركات الاستراتيجية-الصناعية تعقيداً في التاريخ الحديث، مشيراً إلى أن كوريا الجنوبية تدمج صناعتها مع الصناعة الأميركية لتشكيل كتلة استراتيجية-اقتصادية مترابطة يصعب معها الانفصال أو الفشل.
ومع ذلك، تبقى عوائق كبيرة قبل دخول أول غواصة كوريا الجنوبية النووية الخدمة.
يقول ديني روي إن الخطة قد تواجه عراقيل بسبب نقص العمالة والخبرة في الولايات المتحدة، وخلل سلاسل الإمداد نتيجة مشكلات هيكلية في قطاع بناء السفن الأميركي.
وراهن Hanwha على الأتمتة والذكاء الاصطناعي في حوض فيلادلفيا لتخفيف هذه المشكلة.
إذا صار الحوض قادراً على إنتاج الغواصات بكفاءة، فقد يساعد ذلك في إعادة بناء الأسطول الأميركي وربما تصدير غواصات نووية إلى حلفاء مثل أستراليا.
ويرى ديهان لي أن اتفاقيات الأوكوس قد فتحت سابقة لإزالة الالتباسات حول سعي سول لامتلاك غواصات نووية.
ويختلف الوضع مع أستراليا، فبينما ستشتري أستراليا غواصات جاهزة، ستبني كوريا الجنوبية الغواصات محلياً.
وعلى المستوى الأميركي، قد يساعد الاستثمار الكوري في دعم الموافقة السياسية لدى المشرعين.
ويتوقع تشو جاي أن الصين ستظهر رداً حساساً، بينما يثير اهتمام اليابان بامتلاك غواصات نووية.
كما يشير تشو إلى أن بناء هذه الغواصات سيواجه تحديات منها نقص العمالة والخبرة والتراخيص الأمنية المرتبطة بالتقنية النووية.
يشير بعض النقاد إلى أن كوريا الجنوبية ربما لا تحتاج غواصات نووية أصلاً، فإمكان تتبع غواصات كوريا الشمالية قد يتحقق بوسائل أقل كلفة.
تتيح الغواصات النووية الأكثر هدوءاً البقاء في البحر فترات أطول، ما يمنحها القدرة على مراقبة الخصوم دون العودة المتكررة للموانئ.
تتغير المعادلة السياسية والتقنية مع مرور الوقت.




