السودان.. تصاعد استخدام المسيرات في كردفان وتزايد النزوح من الفاشر

أفاد شهود عيان لـ«الشرق» الجمعة بأن قصفاً مدفعياً لقوات الدعم السريع استهدف مدينة الدلنج في جنوب كردفان، أقصى جنوب الإقليم الواقع شرق دارفور، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين.
وأشار السكان المحليون إلى أن مضادات الجيش السوداني في أمدرمان وعطبرة تصدت لأسراب مسيرات يعتقد أنها أُطلقتها قوات الدعم السريع، ولم يتسنى معرفة مقدار الأضرار الناتجة.
وتشهد اليومان الماضيان تصعيداً في حرب المسيرات بين الطرفين، حيث أشارت تقارير محلية إلى قصف مسيرات من الجيش على زالنجي وكبكابية في دارفور، فيما حلّقت مسيرات يعتقد أنها تابعة للدعم السريع فوق مناطق قريبة من الدمازين أقصى جنوب شرق السودان.
وتتركَّز الأنظار حالياً على إقليم كردفان بولاياته الثلاث، بعد سيطرة الدعم السريع على الفاشر، إذ تسعى قواته إلى التقدم نحو مدينة الأبيض شمال الإقليم، بعد سيطرتها على مدينة بارا القريبة، وتضييق الخناق على مدن بابنوسة في الغرب وكادوقلي والدلنج في الجنوب.
وقالت الأمم المتحدة في تحديث الجمعة إن 82 ألف شخص فروا من الفاشر منذ 26 أكتوبر، وتوجهت غالبية النازحين إلى الطويلة وقولو بدارفور وإلى الدبة في شمال السودان، كما وصل إليها أيضاً نازحون من بارا في شمال كردفان عقب سيطرة الدعم السريع عليها.
مقترح هدنة
أعلنت قوات الدعم السريع الخميس موافقتها على الدخول في الهدنة الإنسانية المطروحة من آلية الرباعية، الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر، وتمتد من ثلاثة إلى تسعة أشهر.
وقالت في بيانها إنها تتطلع إلى الشروع مباشرة في مناقشة ترتيبات وقف العدائيات والمبادئ الأساسية الحاكمة للمسار السياسي في السودان بما يفضي إلى معالجة الأسباب الجذرية للحروب.
كان مجلس الأمن والدفاع السوداني، برئاسة البرهان، رحّب الثلاثاء بجهود ومبادرات بعض الدول والأصدقاء، بما في ذلك الحكومة الأميركية، لوقف الحرب.
تحقيقات في قتل جماعي بالفاشر
قال ممثلو الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية يوم الاثنين الماضي إنهم يجمعون أدلة على جرائم قتل جماعي، وذلك بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور.
وتجري المحكمة تحقيقاً في مزاعم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في دارفور منذ عام 2005 عندما أحالها مجلس الأمن إلى المحكمة الدولية.
وأضاف ممثلو الادعاء في البيان أن المكتب يتخذ خطوات عاجلة للحفاظ على الأدلة ذات الصلة بالجرائم في الفاشر وجمعها لاستخدامها في الملاحقات القضائية مستقبلاً.
وتُعدّ إدانة قضاة المحكمة الجنائية الدولية الأخيرة لعلي محمد علي عبد الرحمن، المعروف أيضاً باسم علي كوشيب، بارتكاب جرائم مماثلة في دارفور عام 2004، بمثابة تحذير لجميع أطراف النزاع في دارفور من محاسبة مرتكبي هذه الجرائم الفظيعة.




