اخبار سياسية

الخارجية السورية تنفي تقارير تفيد بأن واشنطن تستعد لاستخدام قاعدة جوية في دمشق

نفى مصدر في وزارة الخارجية السورية صحة تقارير أشارت إلى استعداد الولايات المتحدة لاستخدام قاعدة جوية في دمشق للمساعدة في تنفيذ اتفاق أمني محتمل بين سوريا وإسرائيل، مؤكداً أن المرحلة الراهنة تشهد تحولاً في الموقف الأميركي باتجاه التعامل المباشر مع الحكومة السورية ورفض أي دعوات للتقسيم، وأن العمل يجري على نقل الشراكات والتفاهمات التي كانت اضطرارية مع هيئات مؤقتة إلى دمشق.

وأشارت الوكالة العربية السورية للأنباء إلى أن المصدر نفسه أوضح أن العلاقات الأميركية-السورية في طور الانتقال إلى تماس مباشر مع دمشق وتجاوز الهيئات المؤقتة، مع تأكيده أن الحديث يدور حول وضع ترتيبات جديدة ضمن إطار السياسات الأميركية بدلاً من الاعتماد على شراكات قديمة.

وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن ستة مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة تدرس تأسيس وجود عسكري لها في قاعدة جوية بالعاصمة السورية للمساعدة في مراقبة أي اتفاق محتمل بين إسرائيل وسوريا.

وقالت الوكالة إن خطط الولايات المتحدة لتأسيس وجود في دمشق قد تشكل مؤشراً على إعادة ترتيب سوريا لعلاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة بعد سقوط حليف إيران في البلاد، بشار الأسد، العام الماضي.

وأضافت أن القاعدة تقع قرب أجزاء من جنوب سوريا قد تشكل، وفقاً لمقترحات، منطقة منزوعة السلاح ضمن اتفاق بين إسرائيل وسوريا، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تشارك في هذه الاتفاقية كطرف وسيط.

وأشارت رويترز إلى أنها تحدثت مع ستة مصادر مطلعة على الاستعدادات في القاعدة، من بينها مسؤولان غربيان ومسؤول دفاعي سوري، وأكدوا أن الولايات المتحدة تخطط لاستخدام القاعدة الجوية للمساعدة في مراقبة أي اتفاق محتمل بين إسرائيل وسوريا.

ونقلت عن مسؤول في الإدارة الأميركية قوله إن الولايات المتحدة “تقيّم باستمرار وجودنا الضروري في سوريا لمحاربة تنظيم داعش بشكل فعال، ونحن لا نعلق على المواقع أو المواقع المحتملة التي تعمل فيها القوات”.

كما نقلت عن مسؤول عسكري غربي قوله إن “البنتاجون سرّع خططه خلال الشهرين الماضيين بعدة مهام استطلاعية أُرسلت إلى القاعدة الجوية، وخلصت هذه المهام إلى أن مدرج القاعدة الطويل جاهز للاستخدام”.

وأفاد مصدران عسكريان سوريان بأن المحادثات الفنية ركّزت على استخدام القاعدة في الخدمات اللوجستية والمراقبة والتزود بالوقود والعمليات الإنسانية، مع احتفاظ سوريا بسيادتها الكاملة على المنشأة.

وذكر مسؤول دفاعي سوري أن الولايات المتحدة وصلت إلى القاعدة بطائرات نقل من طراز سي-130 للتأكد من صلاحية المدرج للاستخدام، وأشار حارس أمن عند أحد مداخل القاعدة إلى قيام طائرات أميركية بالهبوط كجزء من “اختبارات”.

الوجود الأميركي في سوريا

ونوهت الوكالة إلى أن للولايات المتحدة قوات متمركزة فعلياً في شمال شرق سوريا في إطار جهود مستمرة منذ نحو عشرة أعوام، لمساعدة قوة يقودها الأكراد هناك في محاربة تنظيم داعش، وفي أبريل قال البنتاجون إنه سيخفض عدد القوات هناك إلى النصف ليصل إلى ألف جندي.

وقال مصدر مطلع على المحادثات بشأن القاعدة إن هذه الخطوة نوقشت خلال زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية لدمشق في 12 سبتمبر.

وكشف بيان للقيادة المركزية الأميركية في ذلك الوقت أن كوبر والمبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك التقيا الرئيس السوري أحمد الشرع، وشكروا مساهمته في محاربة داعش في سوريا، وهو ما قال البيان إنه يمكن أن يساعد في تحقيق “رؤية ترمب لشرق أوسط مزدهر وسوريا مستقرة تعيش في سلام داخلي، ومع جيرانها”، ولم يرد ذكر إسرائيل في البيان.

الشرع في البيت الأبيض

والأربعاء، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الرئيس دونالد ترمب سيلتقي بنظيره السوري أحمد الشرع الاثنين المقبل في العاصمة واشنطن، فيما علمت الشرق أن الشرع سيجري لقاءات أيضاً في الكونجرس.

وأضافت المتحدثة، خلال مؤتمر صحفي، أن “الإدارة الأميركية تلاحظ تقدماً جيداً بشأن المطالب التي يترتّب عليها رفع العقوبات عن دمشق تحت قيادتهم الجديدة، ولذلك سيكون (الرئيس السوري) هنا في البيت الأبيض، الاثنين، وسأترك للرئيس الحديث عن الأمر بمزيد من التفصيل”.

وذكرَت ليفيت أن “عندما كان الرئيس في الشرق الأوسط، اتخذ قراراً تاريخياً برفع العقوبات المفروضة على سوريا لمنحها فرصة حقيقية للسلام، وأعتقد أن (واشنطن) ترى إحراز تقدم جيد على هذا الصعيد في ظل القيادة السورية الجديدة”.

وكانت مصادر أفادت لـ”الشرق” السبت الماضي بأن الشرع سيتوجه إلى واشنطن يوم 10 نوفمبر، في زيارة يلتقي خلالها ترمب.

وكانت مراسلة “الشرق” ذكرت أن الشرع سيزور واشنطن بين 8 و11 نوفمبر، في زيارة ستشهد التوقيع على انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى