تحركات في الكونغرس لمنع التدخل الأمريكي في النزاع بين إسرائيل وإيران: “ليست حربنا”

مجهودات برلمانية لمنع تدخل الولايات المتحدة في نزاع إيران وإسرائيل
في سياق التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل، يسعى عدد من مشرعي الكونجرس الأميركي إلى اتخاذ إجراءات تمنع الولايات المتحدة من الانخراط بشكل مباشر في الصراع، مع استمرار الضغوط على إدارة الرئيس دونالد ترمب للتوصل إلى حلول دبلوماسية وتقليل مخاطر تصاعد النزاعات الإقليمية.
تحركات برلمانية وقرارات مقترحة
- يقود النائب الجمهوري توماس ماسي حملة لإقرار تشريع يهدف إلى حظر تدخل الولايات المتحدة في الصراع المتصاعد، مؤكداً ضرورة أن يقرر الكونجرس صلاحيات الحرب وفقاً للدستور.
- أعلن ماسي عن نيته تقديم مشروع قانون مشترك بين الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) لتقييد صلاحيات الرئيس في شن عمليات عسكرية دون موافقة الكونجرس.
- وفي إطار آخر، قدم السيناتور الديمقراطي تيم كين مشروع قانون حول صلاحيات الحرب يهدف إلى منع القوات الأميركية من التورط المباشر في النزاع الإسرائيلي الإيراني، مع التركيز على استعادة سلطة الكونجرس في إعلان الحرب.
موقف النواب والمسؤولين الأمريكيين
- عبر السيناتور بيرني ساندرز عن قلقه من أن هجمات إسرائيل ضد إيران قد تزيد من تعقيد الوضع، وقال إنه يجب على واشنطن تجنب التصعيد والصراع مع إيران إلا في حالات الضرورة القصوى.
- أما السيناتور راند بول، فقد أعرب عن أمله بعدم استسلام ترمب للضغوط الإسرائيلية، مطالباً بعدم التدخل في النزاع، موضحاً أن الولايات المتحدة ليست معنية بخوض حرب جديدة.
تحركات عسكرية واستعدادات ميدانية
- شهدت الإدارة الأمريكية نقل عدد كبير من طائرات التزويد بالوقود إلى أوروبا، في سياق الاستعداد لاحتمال تدخل عسكري محتمل، وأكد بعض المسؤولين أن هذه التحركات تأتي ضمن خطط جاهزية للرد في حال أصدر الرئيس ترمب أوامره بذلك.
- تسببت التصرفات العسكرية الأمريكية، إلى جانب الهجمات الإسرائيلية على إيران، في ارتفاع المخاوف من توسع النزاع إلى صراعات أوسع في المنطقة، مع تزايد الضربات وتبادل الهجمات والنزاعات الصاروخية.
دور الدبلوماسية والتصعيد العسكري
في ظل التصعيد، أبدى الرئيس ترمب رغبة في محاولة عقد لقاءات مع المسؤولين الإيرانيين لاستكشاف مسار دبلوماسي، حيث أشار إلى استعداد واشنطن لإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع طهران، رغم التشكيك في نوايا الإيرانيين نتيجة لمخاطر الخداع والسعي للتفرد ببرامجهم النووية.
وفي الوقت ذاته، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضغط على واشنطن للانضمام إلى العمليات العسكرية ضد إيران، خاصة في ظل استمرار إسرائيل في استهداف منشأة فوردو وطلب تل أبيب الدعم العسكري المباشر من الولايات المتحدة.
الجدل والخلافات داخل الإدارة الأمريكية
- تشهد واشنطن خلافات داخلية بين العسكريين والسياسيين بشأن التدخل العسكري المحتمل، حيث يميل بعض قادة قاعدة القيادة المركزية إلى دعم المشاركة، فيما يعارض آخرون، بمن فيهم مؤيدون لترمب، استخدام القوة إلا في الحالات الضرورية.
- وتتجه الأنظار إلى قرار ترمب النهائي، الذي يمكن أن يحدد مدى تصعيد الولايات المتحدة في النزاع، في ظل تصاعد التوترات وتحركات عسكرية على الأرض.
بذلك، تظهر الصورة معقدة ومتداخلة بين الجهود الدبلوماسية، والتصعيد العسكري، والخلافات السياسية، مع استمرار السعي لمنع توسع النزاع وإيجاد مخرج دبلوماسي يحفظ مصالح الأطراف المعنية ويجنب المنطقة حرباً كارثية محتملة.