مالي.. القاعدة تقترب من السيطرة على باماكو وتقطع الإمدادات عنها

تشدد جماعات مرتبطة بالقاعدة قبضتها على العاصمة المالية باماكو منذ أسابيع عبر حصار يقطع طرق الإمداد خاصة مسارات إدخال الوقود، ما أدى إلى نقص حاد في الطاقة والمواد الأساسية وشل الحركة في العاصمة.
تصاعد الإجلاء الدولي وتحذيرات أمنية
تسرع عدة دول غربية إلى إجلاء رعاياها من مالي، محذرة من تدهور سريع في الوضع الأمني، فيما شرعت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا بإجلاء موظفيها الدبلوماسيين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم من البلاد.
وقُرب العاصمة، تعرضت قافلة نقل محملة بالبنزين لهجوم من مسلحين من القاعدة، وفق ما نقلت تقارير محلية ودولية.
وفي يوم الثلاثاء، تعرضت عشرات الشاحنات المحملة بالوقود لكمين أثناء توجهها لتزويد باماكو بالوقود عبر طريق رئيسي. وأضرم المسلحون النار في أول شاحنة واستولوا على الباقي.
تسببت هذه الأحداث في أزمة وقود غير مسبوقة، وتضاعفت الأسعار حتى نحو 3.55 دولارات للتر الواحد، فيما أعلنت السلطات المالية إغلاق المدارس والجامعات لمدة أسبوعين.
استراتيجية القاعدة وتوقعاتها
تشير تقارير إلى أن جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، المرتبطة بالقاعدة، قريبة من السيطرة على باماكو، لكنها قد تختار الانتظار قبل خطوة حاسمة.
وتقول المصادر إن قطع طرق إمداد الغذاء والوقود عن باماكو أثر في قدرة الجيش على الرد، وأن الجماعة تراهن على «استيلاء تدريجي» بدلاً من هجوم شامل.
تشكّلت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين عام 2017 نتيجة اندماج فصائل مرتبطة بالقاعدة، وتشن هجمات في مناطق غرب إفريقيا بما في ذلك النيجر وبوركينا فاسو ومالي، مع توسع تدريجي نحو دول أكثر استقراراً مثل بنين وكوت ديفوار وتوجو وغانا على ساحل خليج غينيا.
ويخشى مسؤولو غربيون من احتمال أن تفرض القاعدة سيطرة فعلية على بوركينا فاسو أو مالي، وفق تقارير اقتصادية ورصد أمني.
وتبدو مالي، البالغة عدد سكانها نحو 21 مليوناً، الأكثر عرضة للانهيار أولاً وفق تقدير تقارير دولية.




