اقتصاد

سبب تكثيف مصر صادرات الطاقة إلى الأردن رغم نقصها المحلي

مستجدات قطاع الطاقة في مصر والعلاقات الإقليمية وتأثيرها على السوق المحلي

على الرغم من التحديات الداخلية التي يواجهها قطاع الطاقة في مصر، خاصة خلال فصول الصيف عالية الطلب، اتخذت الحكومة المصرية قرارات مهمة لتعزيز التعاون الإقليمي وتلبية الاحتياجات المتزايدة. تأتي هذه الخطوات في ظل بيئة شرق أوسطية مضطربة وتغيرات في إمدادات الغاز والكهرباء، ما يفرض استراتيجيات جديدة لضمان الاستقرار والإمداد المستدام.

تاريخ التعاون في قطاع الطاقة بين مصر والأردن

  • يعود التعاون بين البلدين إلى عام 1999، حيث تم إنشاء شبكة ربط كهربائية بحرية تعمل بجهد 400 كيلو فولط، تربط الشبكتين عبر خليج العقبة.
  • تتمحور الاتفاقيات حول تبادل الفائض الكهربائي وتعزيز موثوقية الشبكات، وتم تجديد الاتفاق في بداية 2025 لمدة إضافية بهدف تطوير البنية التحتية وتعزيز أمان الطاقة الإقليمي.

تأثيرات الأوضاع الإقليمية على موارد الطاقة

  • أثار الصراع الأخير بين إسرائيل وإيران مخاوف من اضطرابات في إمدادات الغاز، خاصة بعد إغلاق مؤقت لحقل “ليفياثان” الإسرائيلي، والذي يضخ جزءًا كبيرًا من الغاز المخصص للأردن ومصر.
  • بموجب التقديرات، وفّر الحقل حوالي 2.71 مليار متر مكعب من الغاز للأردن و6.29 مليار لمصر خلال عام 2023، ما يسلط الضوء على أهمية هذه الإمدادات وتأثرها بالأحداث الإقليمية.

القرارات المصرية لتعزيز الإمدادات الإقليمية

  • دفع التوتر الإقليمي مصر إلى مضاعفة حجم تصدير الكهرباء إلى الأردن ليصل إلى 400 ميغاواط يومياً، مقارنةً بمعدل 100-200 ميغاواط قبل الحرب، وهو ما يعكس اعتبارات سياسية واقتصادية ودبلوماسية.
  • تتجه مصر أيضاً لتعزيز قدرتها على الربط مع الدول المجاورة، منها مشروع ربط ضخم مع السعودية بقوة 3000 ميغاواط، والذي من المتوقع أن يدخل حيز التشغيل خلال صيف 2025.

هل يمكن لمصر تعويض النقص في إمدادات الغاز الإسرائيلي إلى الأردن؟

  • يصعب تمامًا تعويض كامل الإمدادات، خاصة أن الأردن يستورد حوالي 2.7 إلى 2.9 مليار متر مكعب من الغاز الإسرائيلي سنويًا.
  • أما بالنسبة لمصر، فهي تضخ حالياً نحو 100 مليون قدم مكعب يومياً، وهو ما يغطي نسبة تتراوح بين 35% و38% من الاستهلاك الإسرائيلي اليومي، مع استمرار الاعتماد على الغاز الإسرائيلي حتى استقرار تدفقات الغاز البديلة.

هل تؤثر قرارات مصر على السوق المحلية من حيث إمدادات الغاز والكهرباء؟

  • رغم نقص إمدادات الغاز، تسعى مصر إلى توازن الحفاظ على استقرار شبكة الكهرباء، مما دفع الحكومة إلى تفعيل خطط طوارئ، بما في ذلك استيراد وقود بديل مثل الزيت لتجنب انقطاعات الكهرباء في الصيف.
  • وتعمل الحكومة على طرح مناقصات لاستيراد احتياجاتها من الوقود، لضمان استمرارية تشغيل محطات توليد الكهرباء، خاصة مع تراجع تدفقات الغاز من إسرائيل بسبب التصعيد الإقليمي.

ختاماً

تُظهر التطورات الحالية في قطاع الطاقة أن مصر تتجه نحو تعزيز علاقاتها الإقليمية وتطوير بنيتها التحتية، مع الاستعداد لمواجهة التحديات الناتجة عن الأوضاع السياسية والأمنية. ويبقى تأمين إمدادات مستقرة ومستدامة من أبرز أهداف الحكومة، خاصة في ظل الظروف العالمية والمتغيرات الإقليمية التي تؤثر بشكل مباشر على سوق الطاقة في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى