البرامج الانتخابية في العراق: وعود لامعة وتقصير في التنفيذ

الصورة والبرامج الانتخابية الواقعية
تقرر عقد الانتخابات البرلمانية في 11 نوفمبر المقبل، وتتجدد الأسئلة حول جدوى البرامج الانتخابية للكتل والمرشحين ومدى واقعيتها في بيئة سياسية واقتصادية معقدة.
يرى عبد الجبار أحمد من مركز ضوء التنمية أن البرنامج الانتخابي غالباً لا يعكس معادلة الطرفين بل يعبّر عن رغبة المرشح في الفوز فقط.
تظهر الحملات الدعائية المرشحين في صور أنيقة وملابس فاخرة بينما يفتقد المضمون الذي يعالج هموم المواطنين بحسب ما يراه المحللون.
أشار إلى أن البرامج الانتخابية يجب أن تبنى على فهم دقيق لاحتياجات البيئة التي ينتمي إليها المرشح، وتكون قادرة على الترجمة إلى خطوات ملموسة.
توضح الحملات أن البرامج تطرح مصطلحات عامة مثل العدالة والإصلاح لكنها تفتقد إلى آليات التطبيق والمستفيدين، ويغيب الحديث عن الحلول التنفيذية.
يرى أن الواقعية تتحقق عندما تكون البرامج قابلة للتطبيق ومبنية على الواقع المحلي، فلا يمكن للمرشح أن يعد بنهاية الفساد خلال عامين، لكن يمكنه الحديث عن تقليصه في بعض المفاصل ليكون مقنعاً وقابلاً للتنفيذ.
الإصلاح الاقتصادي في الخطاب الانتخابي
يؤكد عبد الجبار أحمد أن الإصلاح الاقتصادي لن يحقق نتائج حقيقية إلا بإرادة دولية وضغط من المؤسسات المالية العالمية.
يضيف أن الإصلاح يتطلب تغييراً هيكلياً في النظام المالي وتطوير آليات الجباية وتعبئة الموارد بشكل لا يرهق الفقراء، محذراً من أن فرض مزيد من الضرائب على الفئات الفقيرة يهدم شرعية الدولة أكثر مما يعززها.
البرامج الانتخابية.. بروباجندا وخداع
يؤكّد إحسان الشمري أن البرامج الانتخابية تفتقر إلى الواقعية وتظهر كجزء من دعاية انتخابية أكثر مما هي خطط قابلة للتطبيق.
يُشير إلى أن كثيراً من القوى تضع برامجها لإكمال المتطلبات الشكلية للانتخابات، وليست تعبيراً عن الواقع العراقي، بل يكتبها أطراف خارج الأحزاب.
وتبين الانتخابات السابقة أن القوى لم تنفذ الحد الأدنى من ما قدمته، ما أفقد الناخبين الثقة وأدى إلى نقاش حول المال السياسي وشراء الأصوات بدلاً من البرامج.
ويؤكد أن الإصلاح الاقتصادي أصبح العنوان الأبرز بسبب الأزمة الاقتصادية، مع بطالة وتدهور الصناعة والزراعة وتراجع القطاعات الإنتاجية.
ويشير إلى أن بعض القوى تسعى لاستغلال هذا الملف لكسب ثقة الناخبين لكنها تفتقر لأدوات حقيقية للتحرك، فالشعار أقرب للاستهلاك الإعلامي من كونه برنامجاً قابلاً للتنفيذ.
فشل متكرر وخطاب متجدد
يختتم الشمري بأن الكتل التقليدية فشلت في تحقيق تطلعات الشارع خلال الدورات السابقة، ولا أمل في أن يغيّر النهج نفسه.
ويضيف أن بعض القوى عادت إلى خطاب طائفي في حملاتها، وهو مؤشر على إفلاس سياسي قد يعزز الإحباط والعزوف عن المشاركة.
يظلّ الفارق بين الصورة المبهرة والواقع المتعثر واضحاً، فالمنافسون يروجون لوعود حول العدالة والإصلاح دون برنامج واضح يلبّي حاجات الناس اليومية.