اخبار سياسية

في ظل تفاقم التوتر التجاري.. ترمب يعتزم لقاء شي في كوريا الجنوبية

يؤكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه سيلتقي نظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية خلال بضعة أسابيع، مشيرًا إلى أن الرسوم الجمركية بنسبة مئة في المئة المفروضة على السلع القادمة من الصين “لن تكون مستدامة”، كما حمّل بكين مسؤولية أحدث أزمة في المحادثات التجارية بين البلدين.

وأوضح ترمب في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز أنه كان لديه تاريخ جيد مع شي جين بينغ، كما يعلمون، لكن الصين دائمًا ما تسعى للحصول على الأفضلية. وأضاف: سنلتقي خلال أسابيع في كوريا الجنوبية مع شي، ومع قادة آخرين أيضاً.

وكان ترمب قد أعلن قبل أسبوع عن فرض رسوم إضافية بنسبة مئة في المئة على صادرات الصين إلى الولايات المتحدة، إضافةً إلى فرض ضوابط جديدة على تصدير “جميع البرمجيات المهمة” بحلول نوفمبر، أي قبل انتهاء مدة الإعفاء الحالي من الرسوم الجمركية.

وجاءت هذه الإجراءات رداً على فرض الصين قيودًا على صادراتها من العناصر الأرضية النادرة والمعدات، وتسيطر الصين على سوق هذه العناصر التي تعتبر ضرورية للصناعات التكنولوجية.

ودخل البلدين في حرب تجارية منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض، وتراجعت الأسواق العالمية بعدما طرح الرئيس الأميركي في وقت سابق احتمال إلغاء لقائه مع شي، لكن مسؤولي أميركا أكدوا أن ترمب لا يزال ملتزماً بلقاء نظيره الصيني خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ التي تستضيفها كوريا الجنوبية في أواخر أكتوبر.

وكان معهد بيترسون للاقتصاد الدولي أشار إلى أن “متوسط الرسوم الجمركية الأميركية على الصادرات الصينية يبلغ الآن نحو 57.6%، مما يعني أن الرسوم الجديدة سترتفع إلى نحو 157%.”

وردًا على سؤال بشأن ما إذا كانت هذه النسبة ستظل مستمرة، قال ترمب إنها “ليست مستدامة، ولكن هذا هو الرقم. ربما تكون مستدامة، وربما لا. لكنهم (الصينيون) أجبروني على اتخاذ هذا الإجراء”.

وشدد ترمب على ضرورة التوصل إلى اتفاق عادل بين البلدين، قائلاً: “علينا أن نحصل على صفقة عادلة.. فنحن نواجه خصماً قوياً للغاية، وهم لا يحترمون سوى القوة، هذا ما يفعلونه حقاً”.

من جهته، قال مسؤول كبير في إدارة ترمب لشبكة CNBC إن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت سيتحدث هاتفياً يوم الجمعة مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي لي فينج لمناقشة القضايا التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

تحذيرات من تصاعد التوترات التجارية

حثت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نجوزي أوكونجو إيويالا الولايات المتحدة والصين على تهدئة التوترات التجارية، محذرة من أن تباعد أكبر اقتصادين في العالم قد يقلل الناتج المحلي الإجمالي العالمي 7% على المدى الطويل.

وقالت أوكونجو إيويالا للوكالة إنها قلقة للغاية بشأن تصاعد التوترات وتحدثت مع مسؤولين من البلدين لتشجيع الحوار، وأعربت عن قلقها من أي تصعيد، مشيرة إلى أن الجانبين تراجعا عن أول تصعيد للرسوم في وقت سابق من هذا العام لتجنّب عواقب أشد، وتأمل أن يتكرر ذلك.

وأضافت أنه لا يمكن أن يكون هناك استقرار مالي عالمي دون استقرار التجارة، وأن التحول التجاري يفاقم الحمائية في أماكن أخرى، وأن التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين تشكل خطرًا كبيرًا على العالم، وأن كلا الجانبين يدركان أهمية العلاقات الجيدة بسبب آثارها على الاقتصاد العالمي وللدول الأخرى.

وقالت المنظمة إن توقعاتها لنمو التجارة العالمية للبضائع عام 2026 خفضت إلى 0.5% من 1.8% في أغسطس، مشيرة إلى آثار رسوم ترمب، بينما رفعت توقعاتها لنمو تجارة السلع العالمية إلى 2.4% لعام 2025.

وأخبرت أوكونجو إيويالا مسؤولي مجموعة العشرين أن الاستقرار المالي العالمي مرتبط باستقرار التجارة، وأن الضغوط على النظام قد تزداد، وأن الآثار الكلية لأحدث الرسوم لم تظهر بعد، مع وجود تحفيز للحمائية في أماكن أخرى وتظل التوترات بين الولايات المتحدة والصين تشكل خطراً كبيراً على العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى