اخبار سياسية

تاماكي.. “صانع الملوك” يواجه فرصة تاريخية لتولي رئاسة الحكومة اليابانية

انهيار الائتلاف الحاكم في اليابان: مسار المحادثات وتداعياته

بدأت المعارضة تكتسب زخماً مع تصاعد شعبية يويتشيرو تاماكي، قائد الحزب الديمقراطي من أجل الشعب، الذي طرح سياسات تدعم دخل الأسر وتخفف الأعباء المعيشية. وتدور محادثات مع الحزب الديمقراطي الدستوري وحزب الابتكار الياباني لتنسيق ترشيح موحد في التصويت البرلماني المرتقب لاختيار رئيس الوزراء، في وقت تواجه فيه البلاد تحديات اقتصادية وديموغرافية متزايدة.

يتجه تاماكي إلى لقاء قادة الحزب الديمقراطي الدستوري وحزب الابتكار لتنسيق ترشيحه الموحد في التصويت البرلماني المرتقب، وسيبحث القادة الثلاثة إمكانية التعاون على ترشيح مرشح موحد لمواجهة تاكايتشي في التصويت.

يبرز تاماكي كأبرز خيار للمعارضة، مع وجود تحالف ثلاثي يملك نحو 210 مقاعد في مجلس النواب، ما يمنحه موقعاً قوياً للفوز إذا فشل الحزب الحاكم في حشد أصوات إضافية.

قال تاماكي في إطار المحادثات المستمرة: “أود أن أجعل من اليابان بلداً مليئاً بالأمل من جديد”، وهو يعبر عن رغبته في تغيير الواقع الذي يراه مسيراً بالشباب والعمال نحو مستقبل أفضل.

من هو يويتشيرو تاماكي؟

وُلد تاماكي في محافظة كاغاوا في جزيرة شيكوكو، وهو رياضي مولع بالألعاب الأولمبية في شبابه. التحق بجامعة طوكيو، ثم عمل في وزارة المالية وتابع دراسته في مدرسة كينيدي بجامعة هارفارد. انضم إلى الوزارة عام 1993، وهو العام الذي فقد فيه الحزب الحاكم سلطته للمرة الأولى منذ تأسيسه. يعكس أسلوبه في تبسيط الرسائل عبر وسائل التواصل والبث المباشر عبر قناته على اليوتيوب صورة سياسية جديدة يراها كثيرون واعدة بين جمهور الناخبين الشباب.

دافع عن رفع حد الإعفاء الضريبي على الدخل وخفض ضريبة المبيعات، إضافة إلى تبني مسار يبطئ وتيرة رفع أسعار الفائدة في بنك اليابان. كما ركّزت شعبيته على زيادة صافي دخل الأسر وتخفيف الأعباء الاقتصادية في مواجهة التضخم وتكاليف المعيشـة المتصاعدة.

ازدادت شعبيته خلال العام الماضي مع طرحه سياسات تستهدف تحسين القوة الشرائية وتخفيف العبء المعيشي على العائلات العاملة. ينحدر من كاجاوا ويشتهر بشغفه بالرياضة وآدائه في ألعاب القوى، كما يعزف على البيانو والجيتار ويمتلك خلفية تعليمية تجمع بين اليابان والولايات المتحدة.

تولى تاماكي قيادة الحزب الديمقراطي من أجل الشعب في 2020، وتوالت تحالفاته مع قيادات ديمقراطية سابقة مثل رئيس الوزراء الأسبق نودا، وهو ما يعيده إلى واجهة السياسة الوطنية كخيار أمام منافسة رئيسة الحزب الحاكم. يعتمد أسلوبه في تبسيط الرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي على جذب شريحة الشباب، وهو ما يعزز فرصه في قيادـة البلاد إذا ما توحدت المعارضة حول ترشيح موحد.

تحديات السياسة والائتلاف

تواجه المحادثات بين الحزب الديمقراطي من أجل الشعب والحزب الديمقراطي الدستوري وحزب الابتكار الياباني خلافات حول الدفاع والطاقة النووية، حيث يسعى تاماكي إلى موقف أكثر انفتاحاً لإعادة تشغيل المفاعلات المغلقة وتبني نهجاً أكثر تشدداً في السياسة الأمنية. يصر حزبه على البدء من أرضية سياسية مشتركة وتوافق بين الأحزاب الثلاثة، وهو ما يجعل الاتفاق محتملاً ولكنه قابل للانهيار في أي لحظة.

تطرح الاحتمالات أن تنهار المحادثات وتفتح الطريق أمام تاكايتشي لتولي الرئاسة، أو أن يقدم الحزب الحاكم تنازلات لتاماكي مقابل دعم في سياسات معينة مع بقاء تاكايتشي في المنصب. يبقى هذا الاحتمال أقل جاذبية لتاماكي الذي يملك فرصة حقيقية لتشكيل حكومة جديدة إذا توحدت الصفوف المعارضة بشكل فعّال.

يرى المحللون أن الانقسام في الائتلاف الحاكم قد يتفاقم مع وجود خيار المعارضة القوي، وأن نتائج انتخابات مجلس النواب ستكون العامل الحاسم في تحديد من سيقود البلاد في المرحلة القادمة، مع احتمال أن توجه اليابان سياستها الاقتصادية والمالية نحو مسار جديد إذا ما وصلت المعارضة إلى السلطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى