الإغلاق الحكومي الأميركي يطال ألف موظف في CDC ويتلقون إخطاراً بالفصل

صدرت إشعارات الفصل عن أكثر من 1000 موظف في CDC الجمعة، كجزء من خطة إدارة الرئيس الأميركي لإلغاء أكثر من 4 آلاف وظيفة حكومية في إطار الإغلاق الحكومي المستمر، ما يشكل ضربة جديدة للوكالة التي تتصدر جبهة الدفاع أمام التهديدات الصحية العامة في الولايات المتحدة.
أفادت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هوياتها، أن هؤلاء الموظفين يعملون في وحدات تستجيب لتفشي الأمراض المعدية وفي أقسام تحليل البيانات العلمية والسياسات، إضافة إلى فرق رصد سلامة الموظفين.
وأشارت المصادر إلى أن من شملت الإشعارات قادة في الاستجابة لارتفاع حالات الحصبة محلياً وخارجياً، ومن بينهم مسؤول يتمتع بخبرة تزيد عن 28 عاماً أشرف خلال مسيرته على عمل عشرات الوكالات الفيدرالية التي تعاملت مع أوبئة كإيبولا وماربورغ وجدري القرود (mpox) في إفريقيا.
أوضح مسؤول صحي فيدرالي أن بعض الإشعارات أُرسلت بالخطأ وستُلغى، بما في ذلك إشعارات تخص مسؤولي مكافحة الحصبة والمشاركين في الاستجابة لإيبولا وقيادات برنامج الصحة العالمية في CDC، إضافة إلى عدد من المحققين في أسباب تفشي الأمراض.
ولم يُوضح المسؤول عدد الإشعارات التي ستُلغى من بين أكثر من 1000 حالة فصل.
وجاءت إجراءات الفصل الجمعة ضمن خطة الإدارة لإلغاء أكثر من 4 آلاف وظيفة حكومية في إطار الإغلاق الحكومي المستمر.
وكانت الوكالة قد خفضت بالفعل عدد موظفيها هذا العام ضمن عملية إعادة هيكلة وزارة الصحة والخدمات الإنسانية.
وفي أغسطس الماضي صدم فصل المديرة السابقة سوزان موناريز والهجوم على مقر الوكالة في جورجيا عندما أطلق مسلح، يبدو أنه مدفوع بعدم ثقته بلقاح كورونا، مئات الطلقات على 6 مبانٍ، ما أودى بحياة ضابط شرطة.
وقالت ديبرا هوري، وهي إحدى ثلاث قيادات بارزة استقالت في أغسطس احتجاجاً على ما وصفته بـ”تسييس العلم” من قبل إدارة ترمب، إنها تواصلت مع موظفين في مختلف قطاعات الوكالة، مؤكدة أن نحو 1250 إشعار فصل أُرسل بالفعل، وأن عدد العاملين في CDC كان يبلغ نحو 11400 موظف قبل جولة التسريح الأخيرة.
وأوضحت أن بعض من تلقوا إشعارات عبر البريد الإلكتروني كانوا قد فُصلوا بالفعل في جولات تسريحات سابقة، بينما كان معظم من شملتهم الإجراءات، الجمعة، يتلقون إشعاراتهم للمرة الأولى، ومن بينهم فرق السياسات والاتصال في الوكالة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الأميركية أندرو نيكسون إن عمليات التسريح تأتي في إطار محاولة للحد من زيادة عدد العاملين التي شهدتها الوكالة خلال استجابتها لجائحة فيروس كورونا، وأضاف أن “جميع موظفي الوزارة الذين تلقوا إشعارات تقليص الوظائف صُنفوا على أنهم غير ضروريين من قبل إداراتهم”، وتابع أن الوزارة تواصل إغلاق الكيانات “المهدرة أو المكررة”، خصوصاً تلك التي تتعارض مع أجندة “لنجعل أميركا صحية مجدداً”.
وأوضحت هوري أن إشعارات الفصل أُرسلت استناداً إلى الأكواد الإدارية التي يُسجل فيها الموظفون، ما يعني أن جميع العاملين ضمن الكود الإداري نفسه، أو الوحدة الواحدة، فقدوا وظائفهم في معظم الحالات.
وشملت قرارات الفصل التي صدرت الجمعة أيضاً زملاء برنامج الاستخبارات الوبائية EIS لعامي 2023 و2024، المعروفين باسم “محققي الأمراض”، وهم عادة أول من يستجيب لتفشي الأوبئة، وفقاً لقائمة الوحدات التابعة للمراكز التي تأثرت بالإجراءات.
وقالت هوري إن اثنين من هؤلاء كانوا في طريقهما إلى الكونغو الديمقراطية للمشاركة في جهود مكافحة تفشي فيروس إيبولا.
وأضافت أن مكتب قيادة مركز الصحة العالمية في الوكالة، أو مكتب المدير، “تمت إزالته بالكامل” قبل صدور قرارات التراجع عن بعض الإشعارات، بما يعرقل بشدة قدرة الوكالة على العمل في الخارج.
وأوضح مسؤول صحي فيدرالي لم يُكشف عن هويته أن إشعارات الفصل الخاصة بمسؤولي برنامج الاستخبارات الوبائية وفريق الاستجابة لفيروس إيبولا ومكتب مدير مركز الصحة العالمية سيتم إلغاؤها، ولم يتضح بعد ما إذا كان ذلك يشمل جميع المكاتب الإقليمية التابعة للوكالة، مشيراً إلى أن إرسال الإشعارات المزمع إلغاؤها قد يستغرق أياماً إضافية.
كما شملت قرارات الفصل قيادة مركز التحصين والأمراض التنفسية، وهو واحد من أكبر مراكز الوكالة، ويتولى متابعة اللقاحات ومراقبة الإنفلونزا وتتبع فيروس كورونا وغيره من الفيروسات التنفسية.
وسجلت حالات الحصبة في الولايات المتحدة خلال الصيف الماضي أعلى مستوى سنوي منذ 33 عاماً، إذ تجاوزت 1200 حالة في يوليو الماضي وارتفع العدد الآن إلى أكثر من 1500 حالة، مع تركيز الإصابات في تكساس ونيو مكسيكو وبداية انتشارها حالياً في المناطق الحدودية بين أريزونا ويوتا ضمن مجتمعات تعاني من نقص التطعيم.
وأشارت الإشعارات في البداية إلى مكتب التقرير الأسبوعي للأمراض والوفيات MMIR (MMWR)، وهو التقرير العلمي الرئيسي الذي تصدره المراكز أسبوعياً، قبل أن يتضح أن تلك الإشعارات أُرسلت عن طريق الخطأ بسبب خطأ في التصنيف الإداري، بحسب مسؤول.
لكن هوري قالت إنه حتى مساء السبت، لم يتلق المحرر المسؤول عن التقرير الأسبوعي، ولا العاملون في مكتب العلوم، إخطاراً رسمياً يفيد بأن إشعاراتهم كانت خطأ.