اخبار سياسية

على أعتاب انتخابات التجديد النصفي.. جدل حول نفوذ أيباك السياسي في دائرة الشكوك

نفوذ أيباك واستراتيجيتها في الانتخابات الأمريكية

ازداد نفوذ لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) في السنوات الأخيرة، ولعب دوراً بارزاً في التأثير على نتائج الانتخابات الأميركية، حتى أنها أزاحت مرشحين ينتقدون سياسات تل أبيب، بما في ذلك الحرب على غزة.

تبدل المشهد عشية الانتخابات 2026

بدأ يتبدل المشهد مع تزايد الشكوك حول قوة أيباك في انتخابات التجديد النصفي المقررة عام 2026، حيث أعلن بعض المشرعين المتحالفين مع المجموعة رفض أموالها.

الجماعات البديلة وفتح مسار جديد

برزت J Street كجماعة ضغط مؤيدة لإسرائيل لكنها تنتقد حكومة بنيامين نتنياهو وتدعم حل الدولتين، وتولت بناء علاقات مع القيادة الديمقراطية. أشار رئيسها إلى أن تأييد أيباك أصبح عبئاً سياسياً على المرشحين الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية، حتى وإن أنفقت أيباك ملايين الدولارات، فالأضرار قد وقعت بسبب دعمها للحرب على غزة.

استراتيجية أيباك والإنفاق السياسي

أعلنت أيباك عن استراتيجيتها في تعزيز دعم الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل، مع تحويل أموال كبيرة لاستهداف مرشحين منتقدين في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وتوجيه الحملة ضد عدد من النواب التقدميين المعارضين لسياساتها.

تمويل الانتخابات وتأثيره على الجمهوريين والديمقراطيين

بحسب تقارير وتحليلات، كانت أيباك من أكبر مصادر تمويل الجمهوريين، كما أنها لعبت دوراً رئيسياً في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية السابقة، وهو ما أثار انتقادات التقدميين بسبب تدخلها في اختيار المرشحين داخل الحزب الديمقراطي.

آراء ومواقف داخل الحزب الديمقراطي

يرى بعض المحللين أن نفوذ أيباك داخل الديمقراطيين مبالغ فيه، بينما يؤكد آخرون أن الجمهوريين أيضاً يلتزمون بسياسات إسرائيل للحفاظ على السلطة، مع وجود بعثات رسمية تزور الحائط ومبنى الكنيست مقارنةً بنشاط أوسع من الديمقراطيين في هذا المجال.

رفض بعض الديمقراطيين أموال أيباك في 2026

منذ أغسطس الماضي رفض عدد من الديمقراطيين المعتدلين قبول تبرعات أيباك في انتخابات 2026، من بينهم فاليري فوشي من نورث كارولاينا التي صوتت لصالح منع وصول القنابل إلى إسرائيل، وتعهّدت بأن حملتها لن تقبل أموال أيباك خلال تلك الانتخابات.

تراجع دعم الأميركيين لإسرائيل وتغير الرأي العام

أظهر استطلاع نيويورك تايمز وسيينا تراجعاً في دعم الأميركيين لإسرائيل مع ارتفاع التعاطف مع الفلسطينيين، حيث أظهر الاستطلاع أن نحو 35% يقفون إلى جانب الفلسطينيين مقابل 34% إلى جانب إسرائيل، فيما أبدى نحو 31% عدم حسمهم أو تعاطفهم مع أي من الطرفين. كما أظهر استبيان آخر انخفاضاً تاريخياً في التأييد الأميركي لإسرائيل، مع إدراك غالبية الناخبين أن الهجمات الإسرائيلية على غزة غير مبررة وفتح باب وقف إطلاق النار فوراً.

خطوة جيفريز وخطة جيريف

في منتصف سبتمبر قبِل النائب الديمقراطي حكيم جيفريز دعماً رسمياً من J Street، وهي جماعة ضغط مؤيدة لإسرائيل لكنها تدعم حل الدولتين، وهو ما يمثل تحولاً داخل الكونجرس. تزايدت إشارات أن الدعم المتبادل بين الجانبين سيفرض تغيراً في موازين القوة، مع استمرار وجود أسياس لإبقاء روابط مع AIPAC في نيويورك.

توازن السياسة داخل الديمقراطيين ومستقبل النفوذ

يرى خبراء أن قبول جيفريز دعم J Street مع الحفاظ على دعم AIPAC يشير إلى سعي لتموضع أقرب إلى نهج يوازن بين دعم إسرائيل ومعارضة الحكومة اليمينية في غزة، بما يخدم المصالح الأميركية والمناخ السياسي داخل الحزب الديمقراطي، مع وجود صراع داخلي بين مؤيدين وآخرين لمقاومة التأثير القوي للمجموعات المحسوبة. لا تزال العوامل المالية تلعب دوراً حاسماً في الانتخابات، لكنها تواجه قيود إضافية مع زيادة النقد الشعبي وتطور وسائل التواصل التي تُمكّن الرأي العام من متابعة التمويل بشكل أقوى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى