اخبار سياسية

روسيا توازن بين علاقاتها مع إسرائيل وإيران بشكل دقيق

إعادة صياغة وتحليل للوضع السياسي والعسكري في الشرق الأوسط والأدوار الروسية

لطالما حافظت روسيا على توازن دقيق في منطقة الشرق الأوسط، حيث حاولت إدارة علاقاتها مع إسرائيل، رغم تقاربها الاقتصادي والعسكري مع إيران. إلا أن التطورات الأخيرة على الساحة الإقليمية وضعت موسكو في موقف حساس، يتطلب دبلوماسية متقنة للحفاظ على علاقاتها مع الطرفين.

فرص موسكو كوسيط نادر

  • تشير مصادر إلى أن التغيرات الأخيرة قد تتيح لروسيا فرصة فريدة لتصبح طرفاً mediating في إنهاء النزاعات الإقليمية.
  • يعكس بعض المراقبين أن التركيز على المواجهة بين إسرائيل وإيران يمكن أن يصرف الانتباه العالمي عن الحرب في أوكرانيا، مما يخدم مصالح موسكو عبر تقليل الدعم الغربي لأوكرانيا.

جهود الدبلوماسية الروسية

تواصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الإيراني، مع عرض الوساطة لتهدئة التوترات:

  • اتصال مع الرئيس الإيراني، حيث أدان بوتين الضربات الإسرائيلية وقدم تعازيه، مع طرح مبادرات لحل الأزمة النووية الإيرانية.
  • بيان من وزارة الخارجية الروسية أدان الضربات الإسرائيلية ووصفها بأنها “غير مقبولة”، محذراً من عواقب التوتر الناتج عنها.
  • حث الطرفين على ضبط النفس لمنع التصعيد وإشعال نزاعات أوسع في المنطقة.

بالرغم من ذلك، فإن موسكو لم تبدِ نوايا واضحة لتقديم دعم عسكري مباشر لطهران، على الرغم من وجود معاهدة شراكة بين البلدين. وأكدت على أهمية التفاوض السلمي وحل القضايا السياسية والدبلوماسية المتعلقة بالملف النووي.

الاتصالات الدولية ومساعي الوساطة

كما ناقش بوتين مع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الأوضاع في الشرق الأوسط، وأكدت موسكو جاهزيتها لتسهيل جهود التوسط على الصعيد الإقليمي. وأشارت التصريحات إلى أن روسيا اقترحت خطوات تهدف إلى التوصل لاتفاقات مرضية للطرفين خلال المفاوضات النووية الأمريكية الإيرانية.

تاريخ العلاقات الروسية الإيرانية وتأثيراتها الحالية

من التوتر إلى الشراكة الاستراتيجية

  • شهدت العلاقات بين موسكو وطهران توترات خلال الحرب الباردة، خاصة أثناء تحالف الشاه مع الغرب.
  • بعد الثورة الإيرانية عام 1979، تغيرت النوايا، ووصف الخميني الولايات المتحدة بأنها “الشيطان الأكبر” وهدد الاتحاد السوفيتي أيضاً.
  • تم تعزيز العلاقات بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، خاصة مع بناء أول محطة للطاقة النووية الإيرانية ودعم روسيا للاتفاق النووي لعام 2015.
  • دعمت موسكو طهران خلال الحرب في سوريا، وساعدتها في استعادة السيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد، رغم الانتكاسات التي تعرضت لها لاحقاً.
  • عقب غزو أوكرانيا عام 2022، زعمت تقارير عن تعاون في نقل الطائرات المسيرة وتطوير أنشطة عسكرية مشتركة بين روسيا وإيران.

علاقات موسكو مع إسرائيل وتأثيراتها

  • خلال الحرب الباردة، سُلحت ودربت موسكو الدول العربية المضادة لإسرائيل، وأُعيدت العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب عام 1991، وتحسنت كثيراً بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
  • رغم قربها من إيران، حافظت روسيا على علاقات جيدة مع إسرائيل، مع مراعاة المصالح والأمن الإسرائيلي، لا سيما في قضايا مثل سوريا والتسليمات العسكرية.
  • روسيا زودت إيران بصواريخ إس-300، لكنها أرجأت تسليم أسلحة متطورة أخرى، ما يعكس توازنات دقيقة بين مصالح الأطراف المختلفة.

الفرص والمكاسب المحتملة من التغيرات الحالية

  • نجاح موسكو في الحفاظ على علاقاتها مع كل من إسرائيل وإيران يمنحها موقعاً رئيسياً كوسيط، مما يعزز فرصتها في لعب دور محوري في الحلول المستقبلية للأزمة النووية الإيرانية.
  • محادثات بوتين مع ترمب وموقف روسيا المتزن قد يفتح أبواباً للمفاوضات، خاصة مع التلميحات حول استثمار اليورانيوم عالي التخصيب للمشاريع السلمية.
  • توقعات بارتفاع أسعار النفط نتيجة للتوترات، مما قد يُثري الاقتصاد الروسي، ويعزز مواقفها في السوق العالمية.
  • يشير بعض المحللين إلى أن الانشغال العالمي بالمواجهات الإقليمية قد يشتت انتباه الغرب عن الحرب في أوكرانيا، مما يعزز من مصالح موسكو الميدانية والسياسية.

وفي النهاية، تبقى موسكو لاعباً إقليمياً دولياً يتكيف مع تطورات المنطقة، مستثمراً علاقاتها المتشابكة لتعزيز نفوذها وتحقيق مصالحها الاستراتيجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى