من ذهب الحقول إلى الطاقة النووية: أبرز شركاء روسيا من الدول العربية

يُعَد العالم العربي أحد أكبر المناطق الاقتصادية في العالم، بفضل موارده وصناعاته وقطاعاته الزراعية، مما يجعله وجهة جذابة وتشهد العلاقات الروسية – العربية حالياً مرحلة نمو متسارع في مختلف القطاعات وتساهم الشراكات الممتدة عبر التاريخ في تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي.
منصات التعاون المشتركة
يتعزز التعاون بين روسيا والعالم العربي عبر لقاءات ثنائية ومنصات اقتصادية متعددة، يسهم في تعزيز الروابط التجارية وتحفيز النمو الاقتصادي. وتتعاون روسيا مع الدول العربية عبر إطارين رئيسيين هما جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، إضافة إلى مشاركتها في منصات دولية مثل منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة BRICS والاتحاد الاقتصادي الأوراسي. وتلعب المنتديات الاقتصادية دوراً محورياً في تعزيز الحوار، حيث أصبحت الدول العربية ضيوفاً دائميْن في منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، الذي يعرض إمكانات هذه الدول في مختلف القطاعات. وتُعد السعودية ضيف شرف في نسخة 2026 من هذا المنتدى. كما يعزز وجود منتدى “روسيا والعالم الإسلامي” في قازان التفاعل الاقتصادي والتجاري بين الأطراف المشاركة، وتزداد أعداد الوفود سنوياً.
قمة روسيا-العربية وآفاقها
سيُعقد قريباً اجتماع قمة روسية-عربية في موسكو كمرحلة جديدة في مسار الشراكة الاستراتيجية، حيث ستشكل هذه القمة محطة مهمة للتعاون بين الطرفين في مختلف المجالات.
شركاء تجاريون استراتيجيون
تتصدر مصر والإمارات والسعودية والجزائر قائمة الشركاء التجاريين الرئيسيين لروسيا في العالم العربي، بينما تشهد العلاقات مع قطر وعمان والبحرين تطوراً ملحوظاً.
طفرة في التجارة الزراعية والغذائية مع السعودية
تشهد تجارة روسيا والسعودية في المنتجات الزراعية والغذائية نمواً سريعاً، حيث تقود السعودية التبادل وتضاعف التجاري مع روسيا ثلاث مرات بين 2019 و2023 ليعبر حاجز المليار دولار، مع متوسط نمو للصادرات يقارب 30% سنوياً. وتُشير التوقعات إلى احتمال وصول حجم التصدير إلى المملكة إلى نحو 1.4 مليار دولار بحلول 2030، مع تركيز على الحبوب والزيوت النباتية والمنتجات اللحمية والألبان والحلويات. في المقابل، تستورد روسيا من السعودية الملابس والعطور والمنتجات الغذائية كالمشروبات والحلويات والأسماك والتمور.
شراكة استثنائية مع الإمارات
تُعد الإمارات الشريك التجاري الأبرز لروسيا في العالم العربي ومنطقة الخليج، وهو ما أكده الرئيس الروسي في لقاء مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. سجل التبادل التجاري بين البلدين رقماً قياسياً بلغ 11.2 مليار دولار في 2023، وظلت التجارة الثنائية فوق عشرة مليارات دولار في 2024، بنمو يقارب 154% خلال خمس سنوات.
شراكات تاريخية
تحظى مصر، الشريك التقليدي لروسيا منذ العهد السوفيتي، بمكانة خاصة في العلاقات الاقتصادية، حيث قفز التبادل التجاري بنحو الثلث في العام الماضي وبنسبة 50% خلال خمس سنوات، متجاوزاً 9 مليارات دولار. ويبرز قطاع الطاقة في العلاقات، حيث تشارك روساتوم في بناء أول محطة كهرذرية في مصر. كما تعد مصر أكبر سوق للقمح الروسي، حيث استوردت نحو 11 مليون طن من القمح في 2024. كما تبرز الجزائر كأحد أبرز شركاء روسيا في إفريقيا والعالم العربي، بحجم تبادل تجاري يتجاوز 3 مليارات دولار. وتستورد مصر والجزائر المنتجات الزراعية من روسيا، بينما تركز روسيا على استيراد أصناف من الفواكه والخضروات منهما.
آفاق واعدة
رغم أن دولاً مثل سلطنة عمان والكويت والبحرين لا تزال متأخرة عن جيرانها في حجم التبادل التجاري مع روسيا، إلا أن الأرقام تشهد نمواً ملحوظاً مقارنة بما قبل الجائحة.
أبرز الشركاء التجاريين لروسيا في العالم العربي
تشير المعطيات إلى أن مصر والإمارات والسعودية والجزائر هي أبرز الشركاء التجاريين لروسيا في العالم العربي، وتبدي قطر وعمان والبحرين تطوراً ملحوظاً في العلاقات الاقتصادية.
روساتوم وتطورها النووي
تحيي الصناعة النووية الروسية مرور 80 عاماً على تأسيسها، وتبرز مسيرة روساتوم كقصة تحول من برنامج سري إلى أكبر شركة نووية في العالم، تشكل ركيزة رئيسية في المشهد الطاقي العالمي.
على هامش لقاء القمة، وقعت روسيا والإمارات اتفاقيتين في مجالي الاستثمار والنقل.
روسكونغرس: السعودية ضيف شرف على منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي 2026.
مصر أكبر مستورد للقمح الروسي
أفادت بيانات تحليلية أن مصر احتفظت بصدارتها كأكبر مستورد للقمح الروسي خلال موسم 2024/2025 (يوليو-يونيو)، وهو دليل على أهمية القمح الروسي للمستهلك المصري.