تقرير: الهجوم الإسرائيلي على إيران يمثل نقطة تحول في مسيرة نتنياهو

تطورات هامّة في المشهد الإسرائيلي الإيراني بعد الهجوم الأخير
شهدت المنطقة مؤخراً أحداثاً مهمة تتعلق بالتصعيد الإسرائيلي ضد إيران، في ظل تصاعد التوترات النووية والعسكرية، وسط تحليلات تتناول تداعيات هذا التحرك وموقف الأطراف الدولية والإسرائيلية.
الوضعية الحالية وأهمية الحدث
وصفت وكالة “أسوشيتد برس” الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران بأنه يمثل لحظة مفصلية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي جعل من التصدي للبرنامج النووي الإيراني جوهر استراتيجيته السياسية. ويرى المحللون أن هذه الخطوة تأتي بعد سلسلة من التحذيرات والتصريحات السابقة، وأنها قد تغير من مسار الصراع في المنطقة.
خلفية تاريخية وتحركات سابقة
- مواقف نتنياهو القديمة: لطالما حذر نتنياهو منذ التسعينيات من مخاطر امتلاك إيران للسلاح النووي، وكرر تحذيراته خلال فترات حكمه المختلفة منذ 2009.
- خطابات دولية مثيرة للجدل: قدم نتنياهو في 2012 رسومات كاريكاتيرية عن تقدم إيران نحو امتلاك القنبلة، وخطاباً في الكونجرس عام 2015 اعترض فيه على الاتفاق النووي مع طهران، مما أدى إلى توتر العلاقات مع إدارة أوباما السابقة.
- تصريحات عن المقارنة بين إيران والنازية: استخدم نتنياهو في أكثر من مناسبة تشبيهات بين النظام الإيراني والنظام النازي، إشارة إلى خطورته المتصورة.
الأسباب الدافعة للعمل العسكري حالياً
على الرغم من أن إسرائيل لطالما هددت بضرب إيران، إلا أن تنفيذ الهجوم بقي مؤجلاً بسبب عدة عوامل، من بينها تردد داخلي، ومعارضة الدول الكبرى، والخيبة من التقدم في المفاوضات النووية. إلا أن تطورات الوضع الداخلي والإقليمي أوجدت أرضية مناسبة لتنفيذ العملية، خاصة بعد تراجع نفوذ إيران في المنطقة، وتنامي موقف أمريكا المتراخي إزاء الملف النووي الإيراني، وفق ما أشارته الوكالة.
الفرص والتحديات أمام نجاح العملية
حتى الآن، تشير التقديرات إلى أن الهجوم يسير بشكل مضبوط، حيث استهدفت إسرائيل عدة مواقع واغتالت قادة كبار، إلا أن الأضرار النهائية على البرنامج النووي لا تزال غير واضحة. ويبرز دور التأييد الداخلي والإيجابيات السياسية، رغم الانقسامات والانتقادات الموجهة لنتنياهو، الذي يحظى بشعبية عالية في الداخل حالياً.
- ديناميكية الرأي العام: قد يتغير دعم الناس للعملية بسرعة، خاصة إذا أدت الهجمات الإيرانية إلى خسائر كبيرة أو تعطيل للحياة اليومية.
- التهديدات المحتملة: أي خسائر عسكرية جسيمة، كإسقاط مقاتلة أو أسر الطيار، قد تؤدي إلى تراجع الدعم العام، كما أن تصريحات نتنياهو عن تغيير النظام في إيران قد تُضعف موقفه.
أهمية نجاح العملية بالنسبة لنتنياهو وإرثه السياسي
يمتلك نتنياهو سجل حافل وتاريخياً يُنظر إليه كقائد بارع، لكنه يُنتقد بشدة من قبل معارضيه، وخصوصاً بعد تصعيداته ضد إيران، التي وصفها البعض بأنها خطوة محفوفة بالمخاطر، وتأتي في ظرف داخلي وسياسي متأزم. ويُنظر إلى هذه العملية كفرصة لإعادة صياغة إرثه السياسي، وتثبيت مكانته كمنقذ لإسرائيل من خطر نووي محتمل، لاسيما بعد أن شهدت إسرائيل أقدمية غير مسبوقة في الحكم.
الخلاصة والتوقعات المستقبلية
في الوقت الراهن، يبقى مستقبل هذا التصعيد غير مؤكد، حيث إن النجاح يتوقف على مدى تأثير الضربات على البرنامج النووي، ومدى رد فعل إيران، بالإضافة إلى تداعياته السياسية والداخلية في إسرائيل. ومع ذلك، فإن مواقف الأحزاب والجهات السياسية داخل إسرائيل تدعم بصورة عامة جهود نتنياهو، فيما يعكس ذلك رغبة في استثمار اللحظة التاريخية لصياغة مستقبل أكثر أماناً واستقراراً.