إسرائيل تكثف غاراتها على غزة وتستعد لشن هجوم واسع على مخيم الشاطئ

تصعيد عسكري في غزة وتوغلات برية
شنت إسرائيل ضربات جوية ومدفعية مكثفة على مدينة غزة وتوغلت دباباتها عميقاً في شمال القطاع، فيما تستعد القوات لشن هجوم واسع على مخيم الشاطئ للاجئين.
التداعيات الميدانية والقصف اليومي
تشهد غزة قصفاً عنيفاً وتفجيرات وتدميراً للأبراج والمباني وتوغل آليات من جهات متعددة، وأفادت وكالة وفا بأن طواقم الإنقاذ انتشلت جثامين 9 أشخاص قتلهم الجيش الإسرائيلي في شارع النصر بمدينة غزة، كما قتل مدني آخر في خيمة نازحين شمال النصيرات وسط القطاع، وأُصيب 9 آخرون.
وتستهدف قوات الاحتلال محيط مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة وتمنع الوصول إليه في مسعى لتطويقه وإجبار الفلسطينيين على النزوح رغم خطورة الأوضاع.
وفجّر الجيش عربات مفخخة في مخيم الشاطئ غرب غزة، بينما يواصل استهداف المخيم جواً وبراً ما أودى بحياة عشرات المدنيين، واستمر القصف المدفعي على وسط مدينة خان يونس جنوب القطاع.
توغل وتقييمات عسكرية
قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف نحو 140 هدفاً في قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وتحدث عن ضربات بحرية استهدفت مستودع أسلحة وأبنية في شمال القطاع، مع استمرار ثلاث فرق برية بالتوغل في مدينة غزة. وأكدت تقارير عسكرية أن فرقة 36 دمرت مبانٍ، ونشرت طائرة مسيرة استهدفت خلية من مقاتلي حماس، كما استهدفت فرقة 98 مقاتل أطلقوا قذائف هاون، واستهدفت فرقة 162 عدة مقاتلين وأبطلت مفعول فخاخاً متفجرة. كما قصفت فرقة 99 مبانٍ في شمال غزة، واستهدفت فرقة 162 جنوب خان يونس قرب القوات.
إعداد لهجوم على مخيم الشاطئ
نشرت يديعوت أحرونوت أن الجيش يستعد لهجوم واسع على مخيم الشاطئ كأحد «المعاقل الرمزية» لحماس في غزة، وتحدثت عن إكمال فرقة 98 تطويق المخيم الواقع شمال غرب المدينة ضمن مناورة «عربات جدعون 2»، بهدف السيطرة على المنطقة المكتظة وتدمير مبانيها. وأشارت الصحيفة إلى أن نحو 200 ألف فلسطيني أُجلوا من عطاطرة في الأسابيع الأخيرة، وتخشا إسرائيل من وجود رهائن في المنطقة. كما يتوقع الجيش معركة مختلفة في المخيم، الذي يحوي مقاتلين ومواقع تفجير وبنية تحتية للسيطرة عالية، ويُعتقد أن كتيبة الشاطئ أعادت ترتيب صفوفها وتجهز لهجمات كمائن وتفجيرات بواسطة قذائف هاون بمجرد دخول القوات.
سلسلة الاتصالات مع الرهائن وتطورات ميدانية
أعلنت كتائب القسام أن التواصل مع رهينتين انقطع بسبب العمليات العسكرية العنيفة في أحياء الصبرة وتل الهوى بغزة، وطالبت بإيقاف الطلعات الجوية لمدة 24 ساعة لإتاحة فرصة إخراج الأسيرين. ونشرت عائلتا الرهينتين عدم الكشف عن هويتهما. وفي اليوم نفسه، توغلت دبابات إسرائيلية في عمق الأحياء السكنية بغزة، مع إشعار السلطات الصحية بعجزها عن الاستجابة لنداءات الاستغاثة وتخوفها من مصير السكان في المناطق المستهدفة. كما رُصد توغل مكثف في أحياء الصبرة وتل الهوى والشيخ رضوان وحي النصر قرب قلب المدينة وغربها.
النزوح والتداعيات الإنسانية
تشير تقديرات برنامج الأغذية العالمي إلى نزوح نحو 350 ألفاً إلى 400 ألف فلسطيني من غزة منذ الشهر الماضي، في حين يقدر الجيش الإسرائيلي وجود نحو مليون فلسطيني في مدينة غزة في أغسطس. بدأ الجيش هجومه البري في 16 سبتمبر، بعد تكثيف الغارات على وسط المدينة ما أجبر مئات الفلسطينيين على الفرار، مع بقاء الكثيرين في المناطق المستهدفة. وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفعت حصيلة الحرب إلى أكثر من 66 ألف قتيل وإصابة نحو 167 ألفاً، مع نزوح معظم السكان وتدمير المنظومة الصحية في القطاع.