اخبار سياسية

خطة ترمب لوقف حرب غزة: قبول فلسطيني رغم مخاوف من ثغرات

خطة أميركية لوقف الحرب في غزة

طرحت الإدارة الأميركية خطة تقضي بوقف فوري للعمليات العسكرية في غزة، مع اتفاق شامل لتبادل أسرى وانسحاب إسرائيلي تدريجي من غزة، وهو ما يفتح باباً أمام تفسيرات مختلفة قد تستغلها إسرائيل لمواصلة احتلال أجزاء من القطاع واستمرار القصف تحت عناوين أخرى.

تتألف الخطة من 21 بنداً وتدعو إلى انسحاب إسرائيلي تدريجي من قطاع غزة، لكنها لم تحدد جداول زمنية واضحة لهذا الانسحاب، ما أثار مخاوف من احتمال تأجيل الانسحاب لفترات قد تصل إلى أسابيع أو شهور وربما سنوات.

قال مسؤولون في حركة حماس إن التجربة مع إسرائيل تُظهر أن الانسحاب قد يُؤجل لعقود، كما حدث في الضفة الغربية، وهو ما يثير قلق الفلسطينيين من احتمالات تكرار ذلك النمط.

كان هناك اتفاق سابق بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل يقضي بانسحاب إسرائيل من 13% من مناطق الضفة الغربية وتحويلها إلى إدارة السلطة الفلسطينية، إلا أن ذلك لم يتحقق حتى اليوم بعد نحو ثلاثة عقود.

تنص الخطة أيضاً على “حق إسرائيل” في شن هجمات عسكرية على قطاع غزة بعد انتهاء الحرب إذا تعرّضت لتهديدات أمنية، وهو ما يفتح الباب أمام قراءات إسرائيلية متطرفة لهذا البند.

ويقترح المقترح إدارة دولية لقطاع غزة خلال فترة انتقالية، وهو ما يخشى الفلسطينيون أن يتحول إلى ترتيب دائم يشبه وصاية تفصل القطاع عن الضفة والسلطة الفلسطينية.

مطالب وحسابات حماس

وتطالب حركة حماس بضمانات بشأن الانسحاب، ووقف التدخل العسكري، وتشكيل حكم فلسطيني لإدارة القطاع، وتؤكد أنها مستعدة لتقديم تسويات في ملف الحكم والسلاح وإبعاد قيادات الحركة عن القطاع إذا توفرت ضمانات لوقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل.

وتشير المصادر إلى أن الخطة الأميركية تقترح منح عفو لقادة الجناح العسكري لحماس إذا قبلوا الرحيل من غزة إلى الخارج.

قبول شعبي وتداعيات إنسانية

ينظر كثير من الفلسطينيين في غزة إلى أي خطة تؤدي إلى وقف الحرب بإيجابية، حتى وإن تطلبت تنازلات، في ظل الكلفة البشرية والإنسانية والاقتصادية الكبيرة.

وصلت حصيلة الحرب إلى نحو 66 ألفاً من الفلسطينيين حتى الآن، وتفيد تقديرات اليونيسف بأن يومياً ي casualty نحو مئة فلسطيني، بينهم ثلث الأطفال، إضافة إلى تدمير أكثر من 80% من المباني ونزوح غالبية السكان إلى مخيمات مكتظة تفتقر إلى مقومات الحياة الأساسية.

أولوية فلسطينية ومواقف رسمية

ترحب السلطة الفلسطينية بأي خطة تؤدي إلى وقف الحرب وتدعو إلى انسحاب إسرائيلي، وتدفق المساعدات، وإعادة الإعمار، ووقف التهجير، وتؤكد أنها ستدرس الخطة عند وصولها رسمياً وتعلن موقفها لأنها تخص جزءاً من الأرض الفلسطينية المعترف بها دولياً وليست تفاوضاً بين إسرائيل وحماس.

يأمل كثير من المراقبين أن تكون المبادرة الأميركية بداية لنهاية الحرب وتداعياتها الكارثية على غزة، بالاعتماد على ثقل الدول العربية والإسلامية التي التقت ترمب ووعدت باتخاذ موقف لدفع وقف الحرب ومنع ضم أجزاء من الضفة الغربية ومنع تهجير سكان القطاع.

ويرى آخرون أن فريق ترمب الذي يدعم إسرائيل يرى أن استمرار الحرب يعرّض مكانة إسرائيل للخطر عالمياً، مع استمرار القتل والتدمير والتهجير وتزايد الإدانات، رغم عدم تحقيق أهداف الحرب الاستراتيجية.

ترحيب إسرائيلي وتطمينات تحفظية

رحبت جهات واسعة في إسرائيل بمبادرة قد تؤدي إلى الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين في اليوم الأول، في حين أبدت مصادر مقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحفظاً على بعض النقاط، مثل تأجيل نزع سلاح حماس والدور المستقبلي للسلطة الفلسطينية في غزة ومنع ضم الضفة الغربية.

وتشير معلومات إلى أن نتنياهو سيعمل على تعديل هذه النقاط في لقائه المرتقب مع ترمب، غير أن مدى الضغط الأميركي على نتنياهو لوقف الحرب يبقى غير واضح حتى الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى