قراءة إسرائيلية في أسباب انهيار حليف نتنياهو

تفاوض الأرجنتين مع الولايات المتحدة على قاعدة عسكرية مقابل دعم مالي، وفق مقال صحفي تحليلي لأورييل داسكال.
تفاصيل ترىها المقالة في سياق التوقعات والتطورات
أشار المقال إلى أن ميلي كان الأمل الأبيض الكبير لطبقة تحكم كانت تسيطر على الاقتصاد والسياسة، وهو ما ظهر عندما احتفل المحللون في أغسطس الماضي بما يعتبرونه نجاحاً اقتصادياً له.
وأوضح المقال أن الولايات المتحدة قد تدخلت فعلياً لدعم اقتصاد الأرجنتين من خلال شراء سندات حكومية بقيمة مليار دولار من أموال دافعي الضرائب الأميركيين، في خطوة اعتبرت بمثابة إنقاذ اقتصادي لميلي، خاصة بعد انهيار البيزو وتراجع الوضع الاقتصادي.
وعلى صعيد العرض التحليلي، قال كاتب المقال إن المستثمرين بدأوا يفرون من الأرجنتين بسبب سياسات ميلي، في حين تحولت أروقة السلطة داخلياً إلى دعم تقليل الإنفاق والميزانيات، بينما تعهدت إدارة ترامب بعدم إهدار الأموال الأميركية على دول أخرى، وهو ما دار بذات السياق كإطار سياسي ينعش ميلي.
ولاحظ المقال أن ميلي بدأ فترة إصلاحات واسعة هدفت إلى تبسيط القوانين الضريبية وتقليل الإنفاق الحكومي، لكن تلك الإجراءات واجهت عراقيل كبيرة في الكونغرس ومقاومة سياسية واسعة، بما في ذلك محاولاته خفض ميزانيات الجامعات بنحو 40% لأنها تعتبر أقساماً يسارية-اشتراكية، كما حاول خفض ميزانيات الصحة ولكنه فشل في تمريرها.
وفي المقابل، خرجت احتجاجات شعبية كبيرة أمام البرلمان مع تلاشي الدعم السياسي اللازم لتمرير الميزانيات التي عارضها، وهو ما أثار ضغوط هائلة على حكومة ميلي.
وفي المقاطعة الأكبر في البلاد، بوينس آيرس، فاز أكسل كيسيلوف، السياسي اليهودي اليساري، بأغلبيّة ساحقة في مواجهة مباشرة ضد حزب ميلي، وهو ما يجعل توقعه رئاسة الأرجنتين في 2027 احتمالاً قوياً، في حين أن تغطية الإعلام الدولي لميلي بقيت إيجابية خارج بلاده رغم الانتقادات داخله.
وأشار المقال إلى أن فكرة ميلي كـ”محارب من أجل الكفاءة” بدأت تتفكك تدريجياً نتيجة الفساد نفسه الذي تعرَّض له النظام، فبعد توليه منصبه عام 2023 قام بإقصاء عدد من الموظفين وتجميد وزارات وتقطيع “لحم الدولة الحي”، غير أن ظهور تقارير تفيد بأن شقيقته كارينا، مديرة حملته ومكتب حملته، استفادت من رشوة مرتبطة بعلاج ذوي الاحتياجات الخاصة، غيّر الصورة كلياً.
وذكرت التقديرات في التسجيلات أن كارينا حصلت على نسبة 3% من كل عقد مع شركات الأدوية لتوفير الأدوية لذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ما أشار إليه داسكال كعامل فساد عميق داخل عائلة الحكم وأثر سلباً على صورة ميلي كسياسي مبدئي.
ووصف داسكال الحالة بأنها فساد متصل بمنظومة “الرأسمالية الفوضوية” التي تبنتها الحكومة، مؤكداً أن اتهام ميلي بالفساد ليس ثابتاً بالضرورة لكنه لم ينفِ سقوط أخته وتورطها في المجال المالي، مع إشارات إلى ربح قد يتراوح بين نصف مليون إلى ثمانمائة ألف دولار شهرياً من الرشوة، وهو ما يمثل تحدياً لوعوده بمحاربة الفساد وتطهير آليات صنع القرار من المصالح الأجنبية والمحلية.
وفي ختام التحليل، رأى المقال أن الأرجنتين بحاجة إلى تطهير شامل من الفساد قبل أن تتم إعادة البناء، وأن ذلك يتطلب أشخاصاً جادين ومبدئيين، وليس نجوماً على منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وتيك توك، إذ لا تتواجد مثل هذه الشخصيات عادةً على الجانب الشعبوي من الخريطة السياسية.
المصدر: يديعوت أحرونوت