ترمب يصل إلى بريطانيا… مراسيم استقبال ملكي تنتظره

تصل الولايات المتحدة إلى بريطانيا في وقت متأخر من الثلاثاء في ثاني زيارة دولة للرئيس الأميركي، وهو أمر غير مسبوق لرئيس أميركي.
ومن المقرر أن تشهد الزيارة توقيع صفقات تتجاوز قيمتها عشرة مليارات دولار بين البلدين في إطار تعزيز “العلاقة الخاصة” التي يسعى رئيس الوزراء كير ستارمر إلى توسيعها.
وكان وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ووزيرة الخزانة البريطانية ريتشيل ريفز في مقدمة الفعاليات التي سبقت وصول ترمب، إذ أعلنا عن تشكيل “فريق عمل عبر الأطلسي” لتعزيز التعاون بين اثنين من أكبر المراكز المالية في العالم.
ويستقبل الملك تشارلز الرئيس ترمب الأربعاء في يوم مليء بالاحتفالات في قلعة وندسور ضمن عرض ملكي للقوة الناعمة الذي يأمل ستارمر أن يوفر له حماية من المخاطر المحتملة في وقت لاحق من الزيارة.
زيارة صرف الأنظار
من المتوقع أن تمنح الزيارة الرئيس ترمب فرصة لصرف الأنظار، وذلك بعد أسبوع من سقوط حليفه المقرب الناشط المحافظ تشارلي كيرك بالرصاص خلال فعالية في ولاية يوتا، وهي واقعة تركت أثراً بالغاً في الرئيس.
ويسعى ستارمر أيضاً إلى تحويل الأنظار نحو الشؤون الجيوسياسية والاستثمار بعد أسبوعين عصيبين هزا مكانته السياسية، إذ اضطر إلى إقالة نائبته رينر، وبعد ستة أيام فقط أقال سفير بلاده لدى الولايات المتحدة بسبب علاقتها بجيفري إبستين المدان بجرائم جنسية، والذي توفي عام 2019.
ويريد ستارمر تقديم بريطانيا كوجهة جاذبة للاستثمار الأميركي من خلال تعزيز الروابط بين قطاعات الخدمات المالية والتكنولوجيا والطاقة، وربطها بشكل وثيق بنظيراتها الأكبر في الولايات المتحدة في محاولة لدفع عجلة النمو الاقتصادي الذي تحتاجه البلاد بشدة.
وفي هذا السياق، من المقرر أن يحضر عدد من كبار رجال الأعمال، من بينهم الرئيس التنفيذي لشركة (إنفيديا) جنسن هوانج إلى جانب سام ألتمان من OpenAI، في حين أعلن مسؤولون أميركيون كبار أن صفقات تتجاوز قيمتها 10 مليارات دولار ستُكشف خلال الزيارة.
وقالت شركة مايكروسوفت إنها ستستثمر ما يزيد عن 30 مليار دولار على مدى الأربع سنوات المقبلة، فيما ذكرت شركة جوجل أنها ستستثمر خمسة مليارات جنيه استرليني (6.8 مليار دولار)، وسيذهب جزء منها إلى مركز بيانات قريب من لندن يسهِم في تلبية الطلب على خدمات الذكاء الاصطناعي.
ووصف متحدث باسم ستارمر زيارة الدولة بأنها “فرصة تاريخية” تأتي “في وقت حاسم لاستقرار وأمن العالميين”.
وأضاف المتحدث للصحافيين: “سيبحث رئيس الوزراء التحديات التي يواجهها بلدانا والفرص أيضاً، وذلك في وقت ندخل فيه حقبة جديدة من علاقتنا الوطيدة التي لا مثيل لها”.
استقبال ترمب الخميس
سيحول ستارمر التركيز إلى الشؤون الخارجية الخميس عندما يستضيف ترمب في مقر إقامته في قصر تشيكرز الريفي، وذلك لمناقشة قضايا الاستثمار، وإنهاء الاتفاقات المتعلقة بخفض الرسوم الجمركية على الحديد والألمنيوم إلى جانب الجهود المتعثرة حتى الآن لإنهاء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا والوضع في غزة.
وسيكون للبلدين وفود كبيرة وسط إجراءات أمنية مشددة تحميهم من الاحتجاجات المناهضة لترمب، فيما استقبلت إيفيت كوبر، وزيرة الخارجية البريطانية المعينة حديثاً، نظيرها الأميركي ماركو روبيو لدى وصوله الثلاثاء.
سيحظى الرئيس ترمب وزوجته ميلانيا الأربعاء باستقبال ملكي مهيب يشمل جولة بالعربة الملكية، ومأدبة رسمية، وعرضاً جواً مع إطلاق التحية بالمدفعية.
وفي اليوم التالي، يستقبل ستارمر الرئيس ترمب في تشيكرز، وهو قصر يعود للقرن السادس عشر يقع في الريف الإنجليزي الجنوبي، وذلك لمناقشة قضايا الاستثمار وخفض الرسوم الجمركية على الحديد والألمنيوم إلى جانب الجهود المتعثرة حتى الآن لإنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا والوضع في غزة.
وسيكون للبلدين وفود كبيرة وسط إجراءات أمنية مشددة تحميهم من الاحتجاجات المناهضة لترمب.