مضيق هرمز يعود للأضواء.. ممر النفط الحيوي يواجه التهديد

تصعيد الضربات العسكرية وتأثيرها على مضيق هرمز والمشهد الإقليمي
مع تصاعد التوترات في المنطقة، يعكس الوضع الحالي مخاطر جمة تهدد استقرار حركة الشحن وتوازن القوى في الشرق الأوسط، خاصة مع تلويح إيران وعملياتها المتكررة على مر السنين لتعطيل الملاحة البحرية عبر مضيق هرمز، أحد أهم الممرات الحيوية للطاقة العالمية.
تشديد التهديدات الإيرانية وردود الفعل الإسرائيلية
- توعدت إيران بـ”عقاب قاسٍ ورادع” ردًا على الضربات الأخيرة، مؤكدة أن إسرائيل ستدفع ثمنًا باهظًا.
- أعلنت إيران عن استهداف سفن تجارية مرتبطة بإسرائيل بالقرب من المضيق، في خطوة تعكس تصاعد التصعيد بين الطرفين.
- تاريخياً، استهدفت إيران السفن التي تعبر المضيق لأسباب متعددة، من بينها العقوبات الاقتصادية والنزاعات الإقليمية، مع تهديدات مستمرة بإغلاق المضيق كوسيلة ضغط.
أهمية مضيق هرمز للملاحة العالمية
- يمر عبر المضيق نحو ثلث تجارة النفط العالمية، ويُعد أحد أهم المعابر المائية في العالم.
- شهدت تجارة النفط من السعودية، العراق، والكويت خلال الربع الأول من 2024، أكبر عبور من خلال المضيق، مع شحن نحو 15.5 مليون برميل يومياً.
- كما يمر منه أكثر من خُمس إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمي، خاصة من قطر، ما يعزز من حيويته كممر استراتيجي.
موقع وأهمية المضيق الجغرافية
يربط المضيق الخليج العربي بالمحيط الهندي، ويمتد حوالي 100 ميل (161 كيلومتر) بعرض ضيق جداً يزيد عن ميلين في أضيق جزء منه، مع وجود ممرات ملاحية مزدوجة.
أما عمقه الضحل، فإنه يجعل السفن عرضة للاستهداف، خاصة مع قربه من السواحل الإيرانية، مما يتطلب احتياطات أمنية عالية، ويهدد قدرته على استيعاب السفن الكبيرة.
هل يمكن لإيران أن تعطل الشحن عبر المضيق؟
- إيران لطالما استخدمت استراتيجيات متنوعة لعرقلة الملاحة، منها استهداف السفن أو التضييق عليها، وسعت مرارًا لتهديد إغلاق المضيق بالكامل.
- سبق أن استولت على سفن، مثل سفينة حاويات مرتبطة بإسرائيل، في تلميح إلى قدرتها على تنفيذ تحركات تضييقية، رغم أن الهدف غالباً هو الضغط على القوى الدولية أو رد فعل على العقوبات.
- موقفها التاريخي يظهر أن إغلاق المضيق بشكل كامل قد يضر بمصالحها الاقتصادية، خاصة أن النفط الإيراني نفسه يعتمد على طرق الشحن العالمية المستعملة من خلال المضيق.
تأثيرات الصراعات على المنطقة والعالم
- الهجمات الأخيرة تثير مخاوف من تصعيد شامل قد يجر المنطقة إلى نزاع أوسع، خاصة مع الوجود الأمريكي القوي في المنطقة، والذي يمكن أن يتدخل في حال إغلاق المضيق أو تفاقم النزاعات.
- تتوجه الأنظار إلى تفاعل القوى الدولية والجهود الرامية لتفادي التصعيد، فيما يظل مضيق هرمز على رأس قائمة المخاطر الإقليمية والعالمية.
تأثير ارتفاع أسعار النفط على الأسواق العالمية
شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا بعد الهجمات، حيث تجاوز خام برنت 78 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ بداية الأزمة الروسية-الأوكرانية، وسط مخاوف من تعطل إمدادات الطاقة في واحدة من أهم مناطق الإنتاج.
تُعد هذه التطورات مؤشرًا على مدى اعتماد الأسواق العالمية على استقرار المضيق، واحتمالية تأثير تصعيد التوترات على الإمدادات وأسعار الوقود في الأسواق الدولية.