اخبار سياسية

تقرير من إسرائيل: 40% من جرافات الجيش خارج الخدمة قبل اقتحام مدينة غزة

معضلة لوجستية تتنامى مع الاستعداد لاجتياح مدينة غزة

تكابد القوات الإسرائيلية أزمة لوجستية مع استعدادها لتنفيذ عملية اجتياح مدينة غزة، بسبب عطل نحو 40% من الجرافات وتآكل قدراتها في توفير قطع غيار الدبابات وناقلات الجنود، ما يضغط بشكل كبير على جاهزية القوات البرّية.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن العملية المرتقبة تتم في ظل ارتفاع تكاليفها، مع وصول الجيش إلى أعداد محدودة من التجهيزات الأساسية، حيث استلم نحو عشرة آلاف جهاز رؤية ليلية فقط، وحوالي 750 مركبة هامر، وهو ما يمثل نصف الكمية المطلوبة على الأقل.

وينقل مصدر عسكري عن ارتفاع النفقات المرتبطة بعملية «مركبات جدعون 2» التي تُسمّى إسرائيلياً، مبيناً أن سبب ذلك أن الاستعداد لم يكن مشابهاً للجزء الأول من العملية، ولا أحد يعرف إلى أين ستتجه، وكم ستستمر، وربما لمدة عام كامل.

ويضيف المصدر أن الوضع ليس في النقطة التي كان فيها الجيش بعد 7 أكتوبر، عندما كانت الميزانيات تُضخ بلا توقف للقوات البرية، ويؤكد أن القتال البري في غزة لم يكن متوقعاً أن يستمر لعامين بهذه الشدة.

خطة هدم المباني باستخدام الطائرات المسيرة

ويمرّ تقرير الصحيفة على وجود خطة لتسريع هدم المباني عبر المسيّرات، تقلل زمن تسوية الخرسانة من ساعات إلى دقائق، وتتضمن إسقاط ذخائر صغيرة من طائرة مسيّرة على سقف مبنى لإحداث ثقب، ثم تُسقط طائرة مسيّرة كبيرة يمكنها حمل أوزان عشرات الكيلوجرامات الإضافية عبر الفتحة، قبل تفجير العبوات عن بُعد.

ويوضح الضباط أن العديد من المهمات السابقة تركزت على تدمير شوارع وأحياء كاملة ضمن موجة تدمير واسعة في فترة زمنية قصيرة، شبيهة بما جرى في رفح منذ اجتياحها قبل نحو عام ومكوثها في منطقة عزلة لأشهر.

تقدّيرات حول الإخلاء وموقف السكان

تُشير تقديرات إلى أن نحو 200 ألف من سكان غزة قد يرفضون الإخلاء حتى لو كانت حياتهم في خطر، بينما غادر حتى الآن نحو 70 ألفاً من أصل نحو مليون فلسطيني داخل المدينة، وتُحدِّد قوات الاحتلال وتيرتها بناءً على معدّل الإخلاء.

وفي سياق التمهيد للمناورة، ذكرت تقارير أن الجيش سيبدأ تنفيذ تدريبات برية في غزة منتصف الشهر، بشكل تدريجي عبر أربع فرق عسكرية، بهدف الضغط ميدانياً على نحو مليون فلسطيني للنزوح جنوباً نحو حي المواصي في خان يونس بجنوب القطاع، مع الإشارة إلى أن سرعة الحركة ستكون مرتبطة بمدى الإخلاء الفعلي للسكان.

استدعاء جنود الاحتياط وتحديات التعبئة

بدأ الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، وهي أكبر عملية تعبئة منذ بداية الحرب في غزة عام 2023، وفق وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلا أن التعبئة تواجه صعوبات بسبب انخفاض رغبة الاحتياط في الخدمة بعد ما يقارب عامين من الحرب وخلال جولات الخدمة المتكررة.

وتشير التقارير إلى أن كثيرين من جنود الاحتياط طلبوا إعفاءات لأسباب شخصية أو مالية، وأن مستويات الحضور في الوحدات تكون أقل مقارنة بعمليات التعبئة الطارئة السابقة.

إبادة جماعية وتداعيات دولية

وسط اتساع النقد الدولي والأمم المتحدة لخطة اجتياح غزة، أقرت رئاسة رابطة عالمية من علماء الإبادة الجماعية بأن السياسات الإسرائيلية في غزة قد تتيح تعريف الإبادة وفق القانون الدولي، حيث أيد 86% من 500 عضو في الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية القرار الذي يرى أن الإجراءات الإسرائيلية تُلبي تعريف الإبادة الجماعية وفق المادة الثانية من اتفاقية عام 1948.

وتعرف اتفاقية الإبادة الجماعية، المعتمدة في الأمم المتحدة، الجريمة بأنها أعمال مقصودة تهدف إلى التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو دينية. وفي مطلع عام 2024، طلبت محكمة العدل الدولية من إسرائيل اتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية في غزة والتحريض المباشر عليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى