إسرائيل تختبر ملاجئ محصنة أكثر أماناً في أعقاب هجمات إيران وحماس

تطور الغرف المحصنة في إسرائيل
تعمل فرق من المهندسين الإسرائيليين على اختبار غرف محصنة داخل ملاجئ سكنية في ميدان صحراوي بهدف تصميم غرف أكثر أماناً.
تُبنى الملاجئ من خرسانة مسلحة وحديد، لتتحمل الانفجارات القريبة، وتُستخدم في أوقات السلم كغرف للنوم أو مكاتب أو مخازن.
يبحث الجيش في استخدام مواد أكثر صلابة، وجدران أسمك، وتجهَّز الغرف مسبقاً بخطوط تلقي اتصالات طارئة عبر الراديو ليكون الاتصال متاحاً في أوقات الطوارئ.
قال المقدم موشيه شلومو، رئيس قسم الهندسة في قيادة الجبهة الداخلية بالجيش الإسرائيلي، إن الغرفة المحصنة أثبتت قيمتها في هذه الحرب.
وأضاف أن الغرف المحصنة موجودة في المنازل، لكن الوصول إلى الملاجئ العامة ليس دائماً مضموناً، بينما تتيح الغرفة داخل المنزل حماية فورية عند انطلاق صفارات الإنذار ليلاً.
أصبحت الغرف المحصنة إلزامية في جميع المنازل الجديدة بعد هجمات صواريخ سكود العراقية خلال حرب الخليج عام 1991.
وخلال نحو عامين أُطلقت آلاف الصواريخ والصواريخ الباليستية على مدن إسرائيلية، فيما دمرت الحرب على غزة دماراً واسعاً وأكثر من 63 ألف ضحية، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.
أما الهجمات من إيران و«حماس» و«حزب الله» اللبناني فقد أودت بحياة أقل من 100 شخص في إسرائيل، بفضل مزيج من الغرف المحصنة ومنظومات الدفاع الجوي.
وبحسب الحكومة والجيش، اعترضت أنظمة الدفاع الجوي نحو 85% من الصواريخ الباليستية الإيرانية، إلا أن ما اخترقها تسبب بأضرار قُدرت بنحو 3 مليارات دولار وأسفر عن 31 قتيلاً.
وقال تال كوبيل، الرئيس التنفيذي لشركة «مدلان» المتخصصة في المعاملات العقارية، «من الصعب تخيل الأمر الآن، لكن قبل 7 أكتوبر لم يكن معظم الإسرائيليين يعتبرون الغرفة المحصنة ضرورة».
وأضاف أن أنماط البحث والطلب على العقارات لم تتغير بشكل ملحوظ حتى خلال جولات القتال السابقة، لكن منذ بدء الحرب على غزة، ثم القصف الإيراني، ارتفعت عمليات البحث عن العقارات المجهزة بغرف محصنة إلى أكثر من الضعف.
ووفقاً لبيانات اتحاد البنّائين في إسرائيل والجيش، فقد ارتفع عدد المنازل المزودة بغرفة محصنة بنحو 50% منذ العام الماضي.
وتصل تكلفة الغرفة الخاصة إلى 75 ألف دولار، فيما تقدم الحكومة دعماً مالياً في المناطق الأكثر عرضة للخطر، كما يحصل المالكون على تخفيضات ضريبية، حيث أشارت تقارير إلى خصومات بلدية تتراوح بين 30% و40% لغرفة محصنة قياسية بمساحة 9 أمتار مربعة.
وصادق الكنيست الشهر الماضي على تعديل في لوائح البناء يسمح بزيادة مساحة الملجأ بمقدار 6 أمتار مربعة، مع تخصيص نصف المساحة الإضافية لتركيب مرحاض داخلي.