اخبار سياسية

بعد الشك في مساعي ترمب.. المستشار الألماني يستعد لحرب طويلة في أوكرانيا

يستعد المستشار الألماني فريدريش ميرتس ذهنياً لحرب طويلة في أوكرانيا، ولكنه امتنع عن الخوض في مسألة مشاركة ألمانيا في قوات حفظ السلام في حال التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وذلك بعد أن أعرب الأسبوع الماضي عن شكوكه في أن تثمر جهود الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإحلال السلام في أوكرانيا عن نتائج.

الناتو والدين والإنفاق الدفاعي

وفي مقابلة مع قناة ZDF الحكومية، قال ميرتس إنه لو لم يُقر تعديل قواعد الدين الألماني للسماح باستثمار كثيف في الدفاع، لكان حلف الناتو قد تفكك في يونيو الماضي. وأوضح أن التعديل سمح بإنفاق 3.5% على الدفاع و1.5% على البنية التحتية اللازمة، وبأنه بدون هذا التعديل كان الناتو في خطر التفكك، وهو ما أدى إلى الحفاظ على الحلف.

وأضاف أنه حضر قمة الناتو في لاهاي في يونيو الماضي، وأن تعزيزات الدستور سمحت لألمانيا بالإنفاق بهذا المستوى الدفاعي، وهو ما ساهم في منع تفكك الناتو.

آفاق وقف إطلاق النار والجهود الدبلوماسية

وعن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في العام المقبل، قال ميرتس إنه يهيئ نفسه لاحتمال استمرار الحرب لفترة طويلة، مع السعي لإنهائها في أسرع وقت ممكن لكن دون قبول استسلام أوكرانيا. وأكد رغبته في أن تعمل الولايات المتحدة معنا لحل هذه المسألة لأطول فترة ممكنة، وأن الدبلوماسية ليست تغييرا فوريا ثم يعود الوضع كما كان، بل هي عملية طويلة الأمد.

الضمانات الأمنية وإرسال القوات

وعندما سُئل عن الضمانات الأمنية التي تسعى أوكرانيا لإقرارها في أي اتفاق محتمل، أوضح ميرتس أن الأولوية القصوى هي دعم الجيش الأوكراني ليتمكن من الدفاع عن البلد على المدى الطويل، وهذه أولوية مطلقة، وسنبدأ في تنفيذها الآن.

وبخصوص استعداد ألمانيا لإرسال قوات إلى أوكرانيا في حال وقف إطلاق النار، أكد ميرتس أن أي نشر لقوات أجنبية يتطلب موافقة البوندستاغ، ولم يحدد شكل النشر الألماني ولا ما إذا كان يدعم مثل هذه الخطوة.

التحديات العسكرية والإنفاق والجنود

على الرغم من التوسع الهائل في الإنفاق العسكري، واجهت ألمانيا صعوبات في تجنيد وتدريب جنود جاهزين للقتال، حيث ظل عدد القوات عند نحو 182 ألف جندي، رغم الجهود الكبيرة لتنمية هذه القوة.

دعم قرار تخفيف قيود الدين الدفاعي

وخلال المقابلة، دافع ميرتس عن القرار التاريخي لائتلافه بتخفيف قيود الدين على الإنفاق الدفاعي، والذي أصبح ممكناً بفضل التراجع المفاجئ بعد الانتخابات مباشرة، وربطه ببقاء حلف الناتو. قال: تمكّنا من الحفاظ على الناتو بقرارنا. وأضاف: كنت حاضراً في قمة الناتو في لاهاي؛ لو لم نغير الدستور، ولم نكن مستعدين للسماح لجمهورية ألمانيا الاتحادية بإنفاق 3.5% على الدفاع، بالإضافة إلى 1.5% على البنى التحتية اللازمة، لكان الناتو قد تفكك على الأرجح في ذلك اليوم. لقد منعنا ذلك.

شكوك في جهود ترمب

في الأسبوع الماضي، أعرب ميرتس عن شكه في أن جهود السلام المستمرة التي يبذلها الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستثمر عن نتائج.

ردود الكرملين والوجهة الأوروبية

واتهم الكرملين القوى الأوروبية بأنها تعرقل جهود السلام التي يبذلها ترمب، مؤكداً أن روسيا ستواصل عملياتها في أوكرانيا حتى تلمس إشارات حقيقية من كييف بالاستعداد للسلام. قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إن الحرب ستستمر حتى تتخذ كييف خطوات ملموسة نحو السلام، بينما تشكك القوى الأوروبية في جدوى سعي بوتين للسلام وتؤكد أن روسيا لا تتخلى عن الأراضي المحتلة، في حين يعبر بوتين عن استعداد للنقاش لكنه يصر على عدم التخلي عن الأراضي التي استولت عليها روسيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى