اخبار سياسية

قمة شنغهاي في يومها الثاني: اعتماد وثائق رئيسية وترقب لنبرتها تجاه واشنطن

انطلقت اليوم الثاني من قمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين بشمال الصين وسط ترقب لبنود البيان الختامي وتوقع اعتماد وثائق رئيسية تتعلق باستراتيجية التنمية للعقد القادم، مع استمرار الاجتماعات الثنائية التي جرت في اليوم الأول وإعلانات الشراكات بين الدول المشاركة.

ويُعقد اليوم اجتماع مجلس رؤساء دول المنظمة الـ25 إلى جانب اجتماع “شنغهاي للتعاون بلس”.

تُعد القمة في تيانجين أكبر قمة سنوية للمنظمة، وتُتوقع أن تعتمد الدول الأعضاء وثائق رئيسية من بينها استراتيجية التنمية للمنظمة للعقد القادم.

وعلى هامش القمة عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ سلسلة لقاءات ثنائية مع زعماء روسيا وتركيا وبيلاروس وأذربيجان وقيرغيستان وجزر المالديف والقائم بالأعمال في ميانمار إضافة إلى لقاءات مع رؤساء وزراء الهند ومصر وأرمينيا وفيتنام وكمبوديا ونيبال والأمين العام للأمم المتحدة.

وأقام شي وزوجته بنج لي يوان مأدبة ترحيب للضيوف في مدينة تيانجين الساحلية بالصين.

وأعلن شي أمام نحو 20 من زعماء العالم أن منتدى الأمن التابع للمنظمة يحمل على عاتقه “مسؤولية أكبر” الآن في الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين، إلى جانب تعزيز التنمية والازدهار في الدول الأعضاء.

وأشار إلى أن القمة الحالية تضطلع بمهمة هامة تتمثل في بناء التوافق بين جميع الأطراف وتحفيز العزم في مجالات التعاون.

وتوسعت المنظمة، التي تأسست في يونيو 2001 من ستة أعضاء مؤسسين إلى مجموعة مكونة من 26 دولة هي 10 أعضاء ومراقبان و14 شريكاً في الحوار تمتد بين آسيا وأوروبا وإفريقيا.

قال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف إن بوتين بحث مع نظيره الصيني الاتصالات التي جرت في الآونة الأخيرة بين موسكو وواشنطن.

ووصل بوتين إلى مدينة تيانجين في مستهل زيارة رسمية تستمر حتى الثالث من سبتمبر، وذلك بدعوة من نظيره الصيني.

وأكد شي خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أن الصين والهند شريكتان في التنمية وليستا متنافستين.

وأبلغ مودي بأن الهند تلتزم بتحسين العلاقات مع الصين.

وقالت وزارة الخارجية الهندية في بيان إن الهند والصين تسعيان إلى تحقيق الاستقلال الاستراتيجي، وإن علاقاتهما ينبغي عدم النظر إليها من منظور دولة ثالثة، مع بحثهما خفض العجز التجاري الذي يبلغ نحو 99.2 مليار دولار.

وناقش الجانبان توسيع القواسم المشتركة بشأن القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، بالإضافة إلى التحديات مثل الإرهاب والتجارة العادلة في المنتديات المتعددة الأطراف.

وفي مقطع مصور على منصة X، قال مودي لشي خلال الاجتماع “نحن ملتزمون بتطوير علاقاتنا على أساس الاحترام المتبادل والثقة والتفاعل”.

التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الصيني، حيث أكدا أهمية اتخاذ خطوات مشتركة لمواءمة مبادرة “الممر الأوسط” مع مبادرة “الحزام والطريق”.

وشدد أردوغان على ضرورة دعم التجارة الثنائية بالاستثمارات من أجل جعلها “متوازنة ومستدامة”، مشيراً إلى أن مجالات التكنولوجيا الرقمية والطاقة والصحة والسياحة تحمل إمكانات كبيرة لتطوير العلاقات التركية الصينية.

ولفت إلى أن تعزيز التنسيق بشأن استثمارات الشركات الصينية في تركيا سيعود بالفائدة على الجانبين.

وقد اتفقا على تفعيل آليات التشاور والتعاون القائمة بين البلدين بشكل منتظم، وجدّد الرئيس التركي دعم بلاده لسياسة “الصين الواحدة”.

وتأكيداً على مسار التطور، قال شي إن مواصلة التطور رفيع المستوى للعلاقات بين الصين وتركيا يخدم المصالح الأساسية لكل منهما، فضلاً عن خدمة المصالح المشتركة لـ”الجنوب العالمي” وفق بيان وزارة الخارجية الصينية.

كما أكد أهمية المواءمة بين مبادرة “الحزام والطريق” ومبادرة “الممر الأوسط”، ودفع “الممر الجنوبي” لقطارات الشحن بين الصين وأوروبا إلى الأمام.

ودعا الرئيس إلى تعزيز التنسيق بين بكين وأنقرة ضمن المحافل الدولية متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة، ومجموعة العشرين، ومنظمة شنغهاي للتعاون.

وأضاف قائلاً: “علينا أيضاً تعزيز تعاوننا في المجالات التقليدية مثل الاقتصاد والتجارة والثقافة والسياحة، وتحقيق إنجازات جديدة في مجالات الطاقة الجديدة، وشبكات الجيل الخامس والأدوية الحيوية”.

وفي اجتماعه مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، قال شي جين بينغ إن الشعبين الصيني والبيلاروسي قاتلا جنباً إلى جنب في الماضي، وقدما إسهامات كبيرة في “سحق النزعة العسكرية والفاشية”، وأقاما “صداقة عميقة”.

وأضاف أنه يتعين على البلدين مواصلة دعم بعضهما البعض بـ”قوة” في قضايا تتعلق بالمصالح الأساسية والشواغل الرئيسية لكليهما، وتعزيز التعاون عالي الجودة في إطار مبادرة الحزام والطريق، ومواءمة استراتيجيات التنمية بشكل أكبر لتعزيز محركات نمو جديدة للتعاون.

من جانبه، أشاد لوكاشينكو بموقف الصين الذي وصفه بـ”العادل” في الشؤون الدولية والإقليمية، قائلاً إن الصين قدمت إسهامات كبيرة للسلام والاستقرار في القارة الأوراسية وفي العالم، وأضاف أن بيلاروس هي شريك للصين في جميع الأحوال يمكن الوثوق به دائماً، مع أمله في تعميق التبادلات مع الصين بشأن الحوكمة الوطنية وتعزيز التعاون في مختلف المجالات.

وشهد الاجتماع التوقيع على وثائق تعاون تشمل مجالات من بينها التكنولوجيا والمالية والإعلام والنقل والتفتيش الجمركي والحجر الصحي.

واجتمع الرئيس الصيني أيضاً مع رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، حيث سلط الضوء على العلاقات الثنائية القوية بين البلدين مع اقتراب الذكرى الـ70 لإقامة العلاقات في العام المقبل.

وقال شي إنه ينبغي على البلدين بناء مجتمع أوثق ذو مستقبل مشترك، وإضافة زخم جديد للتعاون العربي الصيني والتعاون الصيني الإفريقي، وكذلك تقديم مساهمة أكبر في السلام والاستقرار والتنمية العالمية.

كما دعا إلى التعاون الأعمق من خلال ربط مبادرة “الحزام والطريق” بـ”رؤية مصر 2030″، فضلاً عن تعزيز التعاون في مجالات التجارة والتصنيع والطاقة النظيفة، داعياً إلى تعميق التعاون متبادل المنفعة في مجالات الاقتصاد والتجارة والتصنيع المشترك والطاقة الجديدة، وغيرها من المجالات.

فيما قال مدبولي إن مصر مستعدة لاغتنام فرصة الذكرى السنوية التي تحل العام المقبل لتحقيق تنمية أكبر للعلاقات الثنائية، معرباً عن دعمه لتعاون أوسع في مجالات مثل الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية والتمويل وتحلية المياه.

وأوضح أنه في مواجهة التحديات التي يشهدها الوضع العالمي والاقتصاد والتجارة على الصعيد الدولي، تقف مصر على أهبة الاستعداد لتعزيز التنسيق مع الصين في الشؤون الدولية والإقليمية لحماية المصالح المشتركة للدول النامية.

وعقد الرئيس الصيني لقاءً مع رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه، وقال إنه يتعين على الجانبين “تسريع تنفيذ الاتفاقات الرئيسية” التي تم التوصل إليها خلال زيارته الرسمية لفيتنام في أبريل الماضي، والمضي قدماً في “بناء مجتمع صيني فيتنامي ذي مستقبل مشترك”.

ودعا شي إلى تعميق التعاون في مجالات الاتصال والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، فضلاً عن توثيق التبادلات بشأن الحوكمة وتطوير منطقة التجارة الحرة.

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الفيتنامي إن تطوير العلاقات مع الصين يعد “أولوية قصوى، وخياراً استراتيجياً” لبلاده، وأعرب عن استعداد فيتنام لتوسيع التجارة والاستثمار والتبادلات الشعبية، وتعزيز التنسيق داخل منظمة شنغهاي للتعاون لتعزيز السلام والازدهار الإقليميين.

وأعلن الرئيس الصيني ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان إقامة “شراكة استراتيجية” بين الصين وأرمينيا.

وأوضح شي أن العلاقات السليمة والمستقرة بين الصين وأرمينيا مبنية على أساس الاحترام والثقة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 33 عاماً، ودعا إلى تعميق الدعم المتبادل والتعاون لتحقيق علامات جديدة في العلاقات.

وأعلن باشينيان أن الشراكة الاستراتيجية مع الصين ستجلب فرصاً جديدة لتعاون البلدين، مؤكداً التزامه بمبدأ “الصين الواحدة” وتطلعه إلى توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري مع الصين، وتنسيق وثيق في الشؤون الدولية والإقليمية، وتعزيز تنمية العلاقات الثنائية بشكل أكبر.

وعبر عن أمله في أن تتعلم أرمينيا من الصين لتعزيز تنميتها الاقتصادية والاجتماعية، كما وقَّع البلدان على وثائق تعاون ثنائي عديدة.

وخلال اجتماع مع رئيس أذربيجان إلهام علييف، قال شي إن الصين تدعم انضمام باكو إلى منظمة شنغهاي للتعاون، إذ تُعد الأخيرة حالياً شريك حوار للمنظمة.

وأشار إلى أن العلاقات بين الصين وأذربيجان دخلت “مرحلة جديدة” بعد ترقيتها إلى “شراكة إستراتيجية شاملة” في أبريل الماضي، داعياً إلى تعزيز التعاون في إطار مبادرة “الحزام والطريق” وفق معايير عالية، وتحسين كفاءة ممر النقل الدولي العابـر لبحر قزوين.

كما شدد على أهمية توسيع التعاون في المجالات التقليدية والمجالات الناشئة، مثل الاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء والذكاء الاصطناعي.

من جهته، أكد رئيس أذربيجان التزام بلاده بمبدأ “الصين الواحدة”، واستعدادها لتعميق التعاون مع بكين ضمن إطار منظمة شنغهاي للتعاون والمحافل الدولية الأخرى، ووقَّعا عدداً من اتفاقيات تعاون تشمل الذكاء الاصطناعي والابتكار في العلوم والتكنولوجيا والمالية والإعلام.

وخلال لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قال شي إن “الصين ستظل دائماً شريكاً جديراً بالثقة للأمم المتحدة”، مؤكداً استعداد بكين لتعميق التعاون معها، ودعمها في “لعب دور رئيسي في الشؤون الدولية، وتحمل المسؤولية المشتركة لحماية السلام العالمي وتعزيز التنمية والازدهار”.

ودعا جوتيريش إلى استعادة سلطة الأمم المتحدة وحيويتها في ظل الظروف الجديدة، حتى تتمكن من خدمة كمنصة رئيسية لجميع الدول لتنسيق الأعمال ومواجهة التحديات العالمية بشكل مشترك.

ومن جانبه ذكر جوتيريش أن “هيكل الحوكمة العالمي في حاجة ملحة إلى إصلاح، وأنه قد حان الوقت لتجديد التطلع الأصلي وقيم الأمم المتحدة التي وُضعت قبل 80 عاماً عند تأسيسها”.

وأوضح جوتيريش أن “الأمم المتحدة مستعدة لتعزيز التعاون مع الصين لتعزيز عالم متعدد الأقطاب، وتدعيم تمثيل الدول النامية، وتمكين الأمم المتحدة من لعب دور أكبر في الشؤون الدولية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى