ما حقيقة الهجوم على “مثلث الحدود” بين السودان، مصر وليبيا؟

تطورات غير متوقعة على الحدود الشمالية للسودان وتأثيراتها الاستراتيجية
شهدت الساحة السودانية مؤخرًا أحداثًا غير متوقعة أعادت توازنات المنطقة، حيث انتقلت الأنظار من المعارك الميدانية في كردفان ودارفور إلى أعلى منطقة في الشمال الغربي، على الحدود مع ليبيا ومصر، وعلى مقربة من تشاد. جاءت هذه التطورات بعد سيطرة قوات الدعم السريع على منطقة المثلث الحدودية بين السودان وليبيا ومصر، الأمر الذي يحمل دلالات استراتيجية عميقة ويهدد استقرار المنطقة بأكملها.
التحركات الأخيرة وأهمية المنطقة
- السيطرة على منطقة المثلث: أعلنت قوات الدعم السريع السيطرة على المنطقة الحدودية الثلاثية، بعد معارك عنيفة وصفت بأنها تحول استراتيجي في حماية وتأمين الحدود الوطنية.
- الخسائر والتعزيزات: كبدت قوات الدعم السريع الجيش السوداني خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، واستولت على معدات ودبابات، مع اعتبار السيطرة على محور الصحراء الشمالية خطوة مهمة لأمن البلاد.
- الدلالات الاستراتيجية: المنطقة تشكل ممرًا حيويًا بين السودان وليبيا، وتحتوي على موارد ثمينة وأسواق للذهب، ما يجعلها نقطة جذب للمسلحين والمتاجرين وتهريب الموارد في آنٍ معًا.
سياقات الحرب وتداخلاتها الإقليمية
تتسم المعارك الأخيرة بين الجيش وقوات الدعم السريع بتطورات معقدة، حيث يسعى كل طرف لتعزيز موطئ قدمه عبر عمليات التفاف ومبادرات مفاجئة. وفي الوقت ذاته، تتجه الأنظار إلى أهداف أوسع، منها حرمان الطرف الآخر من مصادر التمويل والدعم الميداني عبر السيطرة على الطرق والمنافذ الحدوديّة.
الأبعاد الاقتصادية والجغرافية للمثلث الحدودي
هذه المنطقة، التي تقع عند جبل العوينات، كانت تاريخياً من أهم المنافذ للتجارة الحدودية وتهريب السلع والبشر والأسلحة، وتتميز بصخور نقش عليها رسومات أثرية تعكس عمر المنطقة، التي كانت مأهولة وخصبة قبل أن تصبح صحراوية.
المحللون يربطون سيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة بمواردها المعدنية، وأسواق الذهب والتقديرات التي تشير إلى وجود عناصر من قوات ليبية متحالفة معها، مما يمنحها نفوذًا إضافيًا في المنطقة.
الردود الإقليمية والدولية
- موقف ليبيا: رفض الجيش الليبي الاتهامات السودانية بالتدخل أو السيطرة على الأراضي السودانية، مؤكدًا أن دوره يقتصر على حماية الحدود الليبية وتأمين البلاد من عمليات التهريب والتسلل.
- ردود الفعل الدولية: هناك توقعات بأن التطورات قد تؤدي إلى تصعيد إقليمي، مع احتمالات تدخل من دول الجوار، خاصة مصر، التي تبدي قلقها من توسع نطاق الحرب وتأثيره على أمنها القومي، لا سيما في الصحراء الغربية.
آفاق المستقبل والتحديات
يشير المحللون إلى أن السيطرة على المثلث الحدودي ستؤدي إلى تغيّر في معادلات خطوط الإمداد، مع احتمال تأمين الدعم عبر طرق جديدة، خاصة عبر ليبيا، بعد أن تغير موقف تشاد من تقديم الدعم لقوات الدعم السريع. كما أن المنطقة تعتبر مهمة جدًا من ناحية عابرة للحدود التجارية والاستراتيجية، وتنافسية بين الفصائل المسلحة والنفوذ الإقليمي.
وفي ظل ذلك، تتجه الأنظار إلى السيناريوهات المحتملة، ومنها تصعيد القتال، أو التوصل إلى حلول سياسية، مع استمرار الاعتقاد بأن الأمن الإقليمي مرهون بتطورات الأوضاع في هذه المنطقة المفتاحية.