اخبار سياسية

كيف منعت إسرائيل طاقم سفينة “مادلين” من الوصول إلى شواطئ غزة؟

استمرار احتجاز نشطاء دوليين على متن سفينة “مادلين” بعد محاولة كسر الحصار عن غزة

قررت السلطات الإسرائيلية الاستمرار في احتجاز ثمانية نشطاء دوليين كانوا على متن سفينة “مادلين”، التابعة لتحالف المنظمات غير الحكومية المعروف باسم “أسطول الحرية”، والتي كانت تهدف إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة. من بين المحتجزين النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي من أصول فلسطينية ريما الحسن، وثلاثة فرنسيين، بالإضافة إلى ناشطين آخرين من تركيا، هولندا، البرازيل، وألمانيا. جاء ذلك بقرار “قانوني” أصدرته محكمة إسرائيلية في وقت متأخر من الثلاثاء.

ملخص حول الحادثة

  • انطلقت السفينة من ميناء كاتيانا على جزيرة صقلية الإيطالية في بداية يونيو، قبل أن تعترضها وحدة “كوماندوز” إسرائيلية في عرض البحر في 10 يونيو أثناء توجهها إلى القطاع.
  • تم اعتقال طاقم السفينة وسحبها بالقوة إلى ميناء أشدود، فيما كانت تحمل مساعدات إنسانية، منها حليب، غذاء، ومواد ضرورية أخرى.

تجربة النشطاء خلال الاعتقال

في حديث خاص، قال طبيب الرحلة الفرنسي بابتيست أندريه إنه بعد هذه التجربة، فهم بشكل أكبر معاناة الفلسطينيين، مشيراً إلى تعرضه وزملائه لمعاملة سيئة أثناء الاعتقال، مع سوء معاملة مركّزة على الناشطة البيئية جريتا ثونبرج، حيث تعرضت للحرمان من النوم، وسب وشتائم، وسلوك مهين من قبل الجيش الإسرائيلي.

قرار المحكمة الإسرائيلية وحقوق المعتقلين

  • أصدرت المحكمة في مدينة الرملة قراراً بإبقاء النشطاء الثمانية محتجزين، وهم: الفرنسيون باسكال موريراس، وريفا فيارد، والنائبة ريما الحسن، واللبناني يانيس محمدي، والتركي سوايب أوردو، والهولندي مارك فان رينس، والبرازيلي تياغو أوفيلا، والألمانية ياسمين آجار.
  • القرار جاء بعد رفض الطعون القانونية التي قدمها مركز “عدالة” الحقوقي، والذي أكد أن النشطاء لم يدخلوا إسرائيل بشكل غير قانوني، وأن خطة الرحلة كانت تتضمن الوصول إلى المياه الإقليمية لقطاع غزة عبر المياه الدولية، وليست محاولة دخول إسرائيل بشكل غير مشروع.
  • بحسب القانون، يمكن احتجاز من صدر بحقهم أوامر ترحيل لمدة تصل إلى 72 ساعة أو أكثر، مع تحديد جلسة مراجعة جديدة للاحتجاز في 8 يوليو، في حال لم يتم الترحيل قبل ذلك.

موقف الناشطين والموارد الخاصة بهم

مع استمرار الاحتجاز، عاد ثلاثة من رفاقهم إلى أوطانهم، بعد توقيعهم على تعهد بعدم القيام بأنشطة معادية لإسرائيل، من بينهم الفرنسيان، ومراسل قناة الجزيرة عمر فياض، والطبيب بابتيست أندريه، والناشطة السويدية جريتا ثونبرج التي عادت إلى بلدها.

أما بالنسبة للفرنسيين الستة الآخرين، فقد رفض أربعة منهم الترحيل، من بينهم النائبة ريما الحسن، الذي أكد محاموها أنها لن توقع أي وثيقة، وستظل متمسكة بموقفها.

تصريحات الطبيب الفرنسي حول ما بعد الاعتقال

قال الطبيب أندريه إنه بعد عودته إلى فرنسا، قضى الليلة في باريس وهو يتأمل في ما تعرض له هو ورفاقه من سوء معاملة، إضافة إلى أنه أدرك بشكل أعمق معاناة الشعب الفلسطيني، خاصة خلال الـ30 ساعة التي قضوها في البحر بعد اعتراض السفينة.

أوضح أن السفينة تعرضت للمطاردة بواسطة أكثر من 10 زوارق قتالية إسرائيلية، وبتواجد مئات الجنود، بينما كانت الطلقات الموجهة من الطائرات والمروحيات توجه أنواراً قوية وترش المادة البيضاء على ركاب السفينة.

سوء المعاملة والصراعات النفسية

لم يتعرض أندريه للعنف الجسدي، لكنه تحدث عن سوء المعاملة من قبل القوات الإسرائيلية، خاصة ضد الناشطة جريتا ثونبرج، التي تعرضت للحرمان من النوم والتلفظ بألفاظ نابية أمام أعينها، مع تشغيل الموسيقى بصوت مرتفع. كما أشار إلى أن بعض الركاب واجهوا صعوبة في الحصول على الماء والطعام، وأُجبروا على الانتظار لساعات للحصول على الطعام، مع عدم تمكنهم من الوصول إلى دورات المياه.

أما عن توقيعهم على وثيقة الطرد، فقال إنه اضطر لذلك كي يتم إطلاق سراحهم بسرعة، خاصة أن حالته كانت منهكة، وأنهم كانوا معزولين تماماً في غرف صغيرة على متن السفينة، وبدون تواصل مع العالم الخارجي.

الردود الدولية والمحلية على القضية

أدان مركز “عدالة” الحقوقي احتجاز الصحفيين، ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل لضمان إطلاق سراحهم. كما أكدت المنظمة أن احتجاز النشطاء يمثل انتهاكاً كبيراً للقانون الدولي وحقوق الإنسان.

وفي الوقت نفسه، تتواصل الجهود الأوروبية والفرنسية لضمان الإفراج عن المحتجزين، مع مطالبات من قبل قادة سياسيين فرنسيين، بينهم زعيم حركة “فرنسا الأبية” وبرلمانيون، بزيادة الضغط على إسرائيل لتحقيق ذلك.

الخلفية وأهمية الرحلة

تُعد رحلة “مادلين” هي الثانية والثلاثون ضمن سلسلة الرحلات البحرية التي تنظمها “أسطول الحرية”، والتي انطلقت بهدف كسر الحصار على قطاع غزة منذ عام 2008، حيث كانت تحمل مساعدات إنسانية للمتضررين، لكنها لم تصل إلى المستفيدين منها حتى الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى