تسارع منافسة الذكاء الاصطناعي بين واشنطن وبكين في منتدى APEC

مقدمة
تتجه الأنظار إلى المناقشات الدولية حول الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى الدول الكبرى إلى تعزيز استراتيجياتها وتحقيق تفوقها في هذا المجال الحيوي الذي يحدد مستقبل التكنولوجيا العالمية.
تحركات الولايات المتحدة والصين في إطار التنافس على الذكاء الاصطناعي
خلال اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC)، الذي عُقد هذا الأسبوع في كوريا الجنوبية، جرت أول اختبار حقيقي لاستراتيجيات كلا القطبين في مجال التكنولوجيا المتقدمة، خاصة فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي.
وفي سياق ذلك، تسعى الولايات المتحدة إلى استقطاب الدول الآسيوية التي تجد نفسها أمام خيار بين التوحد مع أحد الطرفين، حيث تركز إدارة الرئيس الأميركي على إبراز تفوقها التكنولوجي من خلال الترويج لاستراتيجيتها الخاصة بتصدير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
أهداف ومبادرات أمريكية
- إبراز الخصائص التنافسية للرقائق والبرمجيات الأميركية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، خاصة في المجالات الصحية والصناعية.
- الترويج لمنتجات الشركات الأميركية الكبرى، مثل Nvidia وOpenAI، التي تلعب دورًا هامًا في ابتكار نماذج الذكاء الاصطناعي الحديثة.
- استخدام المؤسسات التمويلية الأميركية لدعم وتسهيل تصدير التقنيات المتطورة، مع مراجعة آليات التصدير الحالية للتعامل مع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
الموقف الصيني وتوجهاته
في المقابل، يركز المسؤولون الصينيون على دعم تطوير منتجات الذكاء الاصطناعي محلياً، مع الاعتماد على التمويل الحكومي الكبير، مع وجود خطة لبناء مجتمع عالمي يعتمد على نماذج مفتوحة المصدر، تتيح الوصول المجاني وتطوير البرمجيات بشكل موسع.
وفي تصريحات لمسؤولين أميركيين، أكد مايكل كراتسيوس، رئيس مكتب سياسات العلوم والتكنولوجيا في البيت الأبيض، أن «الذكاء الاصطناعي الأميركي مفتوح للأعمال»، موضحاً أن هدف الولايات المتحدة هو تسهيل إبرام صفقات دولية لتعزيز مكانتها التكنولوجية.
مخاطر وتحديات التنافس التكنولوجي
- الخوف من تحول الشركات الصينية، مثل هواوي، إلى منافس كبير في الأسواق العالمية بدون قيود، خاصة مع تخلّي بعض القيود السابقة على تصدير الرقائق والبرمجيات الأميركية إلى الصين.
- القلق من وصول التقنيات الأميركية إلى دول قد تستخدمها خصومًا استراتيجيين ضد واشنطن.
- تغيير سياسات التصدير التي كانت تفرض قيودًا أكثر تشددًا، إذ أصدرت إدارة ترمب قرارًا مؤخراً بالسماح للصين بالحصول على بعض شحنات الرقائق التي كانت سابقًا مقيدة.
الهدف من المشاركة الدولية والتحديات المستقبلية
يسعى المسؤولون الأمريكيون من خلال مشاركتهم إلى إظهار رغبة واشنطن في إبرام صفقات تكنولوجية بشكل أوسع، مع محاولة تلبية حاجات الأسواق العالمية دون إقصاء لأي طرف. ومع ذلك، تظل القضايا المتعلقة بالتنافس على النموذج المفتوح المصدر مقابل المملوك، وتطوير البنى التحتية الدولية، من أبرز التحديات التي تواجه استراتيجيات التنافس على الذكاء الاصطناعي.