اختبار دم مبتكر باستخدام الذكاء الاصطناعي لتشخيص داء لايم بدقة وسرعة

اختراع جديد في تشخيص مرض لايم باستخدام الذكاء الاصطناعي
أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مؤتمر سنوي لجمعية التشخيص والطب المخبري أن اختبار دم مطوّر يعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحدث نقلة نوعية في تشخيص مرض لايم. حيث يوفر هذا الاختيار دقة وسرعة أكبر مقارنة بالطرق التقليدية، مما يعزز فرص الشفاء ويقلل من المضاعفات الصحية المرتبطة بالمرض.
مرض لايم – مصدر الخطر وكيفية انتشاره
يُسبب مرض لايم بكتيريا تدعى بورِيليا بورغدورفيري التي تنتقل عبر لدغات القراد. وتتمثل خطورة المرض في قدرته على التوغل ببطء تحت الجلد، مسببة عدوى قد تتطور إلى حالات مزمنة وخطيرة إن لم تُكتشف مبكرًا. في بعض الحالات النادرة، يمكن أن يكون المرض قاتلاً.
رغم أن اسم المرض مرتبط بمدينة لايم في ولاية كونيتيكت الأمريكية، إلا أن القراد الذي يحمل العدوى منتشر بكثرة في شمال شرق ووسط الولايات المتحدة، وتُسجل إصابات مؤكدة في جميع الولايات، مع تقديرات لوجود نحو 476 ألف حالة جديدة سنويًا في أمريكا وحدها، وتمتد انتشاره إلى أكثر من 80 دولة.
تؤدي العدوى غالبًا إلى آثار طويلة الأمد على الصحة، وتُعرف بـ”متلازمة ما بعد داء لايم”، حيث يعاني المصابون من تعب مستمر ومشاكل في المفاصل والذاكرة.
طرق انتقال المرض وأهم عوامل الخطر
- انتقال العدوى عبر لدغة قراد مصاب، خاصة حين يبقى متشبثًا بالجلد أكثر من 24 ساعة.
- الأطفال بين 3 و14 عامًا هم الفئة الأكثر عرضة، يليهم كبار السن فوق 50 عامًا.
- الانشطة في الهواء الطلق والمناطق المشجرة أو العشبية تزيد من فرصة الإصابة، فضلاً عن انتقال العدوى للحيوانات الأليفة التي قد تدخل الفيروس إلى داخل المنازل.
أعراض المرض ومراحله
المرحلة الأولى (3 إلى 30 يومًا بعد الإصابة):
- طفح جلدي على شكل “عين الثور”.
- حمى، صداع، تعب، آلام عضلية وتيبس المفاصل.
المرحلة الثانية (بعد 3-10 أسابيع):
- انتشار الطفح الجلدي.
- شلل عضلي في الوجه.
المرحلة الثالثة (بعد عدة شهور):
- التهاب المفاصل المزمن، خاصة في الركبتين.
- مشكلات جلدية وتلف الأنسجة.
- أعراض عصبية مستمرة.
طرق التشخيص والتحديات المرتبطة به
العلامة الأكثر وضوحًا في التشخيص هي الطفح على شكل “عين الثور”، لكنه لا يظهر لدى جميع المصابين. تعتمد عملية التشخيص على الأعراض والتاريخ الطبي، مع الاعتماد على تحاليل دموية، والتي قد تصل نسبة خطأها إلى 50%. لهذا، يُنصح باللجوء لطبيب مختص للتقييم الدقيق.
الابتكار في الاختبارات وتقنيات الذكاء الاصطناعي
تم تطوير اختبار دم جديد يستخدم خوارزميات تعلم الآلة لتحليل استجابة الجهاز المناعي للبروتينات الخاصة بالبكتيريا المسببة للمرض. هذا الاختبار أُجري على قرود المكاك ذات الجهاز المناعي المشابه للبشر، ثم على عينات بشرية شملت أكثر من 300 شخص بين مصابين وعاديين.
أظهرت النتائج أن دقة الاختبار في المراحل المبكرة تجاوزت 90%، مقارنة بنسبة 27% للاختبارات التقليدية، مما يتيح تشخيصًا أدق وعلاجًا مبكرًا يقلل من احتمالات المضاعفات المزمنة.
الأمل أن يكون هذا الاختبار متاحًا تجاريًا بحلول نهاية عام 2026، حيث يمكن إجراؤه باستخدام أجهزة مخبرية بسيطة وبتكلفة معقولة.
وفي تعليقها على الدراسة، قالت الباحثة هولي أهيرن، أستاذة الأحياء الدقيقة في جامعة ولاية نيويورك: “الاختبار الجديد يلتقط نمط الاستجابة المناعية الفريد لكل مريض، مما يعزز من دقة التشخيص ويتيح علاجًا أسرع وأكثر فاعلية”.