اخبار سياسية

محمد السادس يضع أولويات المغرب: التحول الاقتصادي والانفتاح الإقليمي

خطاب بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لتولي العرش ووجهات نظر استراتيجية للمستقبل

شهدت مناسبة الذكرى الثانية والعشرين لتولي العرش الملك محمد السادس مغرباً يعمق مسيرته في التنمية والتحديث، مركّزاً على إكمال التحول الاقتصادي، وتعزيز العدالة الاجتماعية، والانفتاح على المحيط الإقليمي والدولي. تضمن الخطاب تقييمات وتحليلات لمجموعة من القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مع إصرار على تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة.

مبادئ السياسة الخارجية والتحول الاقتصادي

  • أشار الملك إلى أن المغرب أصبح «أرضاً للاستثمار وشريكاً موثوقاً»، مع علاقات تجارية تمتد إلى عدة قارات، مدعومة باتفاقيات تجارة حرة مع أوروبا، أمريكا، إفريقيا، والعالم العربي.
  • ذكر أن هذا النجاح لم يكن وليد الصدفة، وإنما ثمرة رؤية إستراتيجية طويلة الأمد، واستقرار سياسي ومؤسسي من شأنه دعم اقتصاد متنوع وتنافسي ومفتوح على العالمية.
  • رغم التحديات التي فرضتها جائحة كورونا، والتقلبات الجيوسياسية، حافظ الاقتصاد الوطني على نمطه، مستفيداً من قطاعات واعدة مثل السيارات، الطيران، الطاقات المتجددة، والصناعات الغذائية.

العدالة الاجتماعية والتنمية المجالية

  • لفت الملك إلى أن النمو الاقتصادي لم يطبق بعد بشكل عادل، وهو ما استدعى دعوة إلى الانتقال نحو تنمية مجالية متكاملة لضمان استفادة كافة المواطنين من ثمار التقدم.
  • دعا إلى تطوير برامج جهوية تتبنى مبدأ الجهوية المتقدمة، وتعظيم الاستفادة من المؤهلات المحلية، وتوحيد جهود جميع الفاعلين في مجالات التشغيل، والتعليم، والصحة.
  • أبرز خبراء اقتصاديون ضرورة معالجة التفاوت بين المناطق، خصوصاً بين المدن الكبرى والمناطق القروية والجبلية، من خلال تعزيز التضامن والدعم المتبادل بين الجهات.

التحديات الاجتماعية والتنمية البشرية

  • أكد الخطاب أن نتائج الإحصاء الرقمي لعام 2024 أظهرت تراجع الفقر متعدد الأبعاد، مع ارتفاع مستوى التنمية البشرية إلى مستويات متقدمة.
  • رغم التقدم، لا يزال هناك حاجة لإعمام الحماية الاجتماعية وتوجيه الدعم للأسر الأشد حاجة، مع استجابة لنمو الطبقة الوسطى وتغييرات بنية الأسر المغربية.
  • وأشار إلى أن التشغيل والاستثمارات على المستويين الوطني والمحلي يمثلان ركيزة أساسية لتحقيق النمو والتقليل من التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية.

التعاون الإقليمي والعلاقات مع الجوار

  • أعاد التأكيد على أهمية الحوار مع الجزائر، مع الالتزام بتحقيق علاقات أكثر تفاهم وتعاون بين البلدين الشقيقين، رغم التحديات السياسية الحالية.
  • شدّد على أن الوحدة المغاربية لن تتحقق إلا بانخراط كل الدول، بما فيها الجزائر، في مسار بناء مغرب عربي قوي ومتضامن.
  • أما في مجال النزاع حول الصحراء، اعتبر أن الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي هو الإطار الوحيد المعقول، مع إشادة بمواقف الدول المؤيدة لهذا الحل.

الاستحقاقات السياسية والمستقبل الديمقراطي

  • دعى إلى تنظيم انتخابات تشريعية شفافة وذات مصداقية، مع ضرورة إعداد القانون الانتخابي قبل نهاية السنة، لضمان استقرار المؤسسات السياسية.
  • طلب من وزارة الداخلية بدء المشاورات السياسية مع الأحزاب والفصائل، لضمان تنظيم انتخابات حرة ونزيهة في موعدها المقرر.

بهذا، يواصل المغرب بقيادة ملكه محمد السادس مسيرة من الإصلاح والتحديث، مع التركيز على التنمية المستدامة، العدالة الاجتماعية، والتعاون الإقليمي، من أجل مستقبل أكثر إشراقاً وشمولاً لمواطنيه ولكل المنطقة المغاربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى