صحة

المشي والصحة الجيدة: دراسة توضح أثر عدد الخطوات على الصحة

إعادة النظر في فوائد المشي ومهارة تحديد الأهداف الصحية

تتداول الكثير من الدراسات والمبادرات الصحية فكرة أن المشي لـ10 آلاف خطوة يومياً هو السر وراء صحة أفضل، إلا أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن هذا الرقم قد لا يكون الأمثل أو الضروري لتحقيق فوائد صحية كبيرة. فهل فعلاً الوصول إلى هذا الهدف هو السبيل الأمثل لتعزيز الصحة؟ إليكم التفاصيل.

دراسة حديثة تبرز اعتبارات جديدة حول عدد الخطوات المثالية

أظهرت دراسة حديثة أن الرأي الشائع بأن المشي لـ10 آلاف خطوة يومياً يضمن فوائد صحية كبيرة، لا يستند إلى أدلة علمية صارمة، إذ يمكن تحقيق نتائج مماثلة عبر المشي لعدد أقل من الخطوات. ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة “لانسيت” للصحة العامة، حيث حلل الباحثون بيانات أكثر من 160 ألف شخص بالغ.\n
وقد وجدت الدراسة أن:

  • معدل الوفيات الإجمالي انخفض بنسبة تقارب 47% للأشخاص الذين قطعوا 7000 خطوة يومياً مقارنةً بمن يمشون 2000 خطوة فقط.
  • مخاطر الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسرطان، تقل بشكل ملحوظ لمن يمشون 7000 خطوة أو أكثر.
  • حتى عند تجاوز 10 آلاف خطوة، لا تزال الفوائد واضحة، حيث انخفضت احتمالية الإصابة بالاكتئاب بنسبة إضافية بلغت 14% مقارنة بـ7000 خطوة.

نشأة الرقم 10 آلاف خطوة وأهميته الحالية

تم تسويق مفهوم “10 آلاف خطوة” منذ ستينيات القرن الماضي، وهو مستوحى من حملة ترويجية لشركة ياماتا اليابانية خلال دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو عام 1964. ومن حينها، أصبح هذا الرقم رمزا عاماً للأهداف الصحية، على الرغم من أنه لا يستند إلى أدلة علمية قوية في الأصل.

تحليل مستويات الحركة وأثرها على الصحة

تبيّن أن الهدف الأمثل ليكون أكثر قابلية للتحقيق هو بين 5000 إلى 7000 خطوة يومياً، وهو ما يحقق فوائد صحية تؤدي إلى تقليل خطر الأمراض بشكل كبير. فمثلاً، عند المشي 12 ألف خطوة، تنخفض معدلات الوفيات بنسبة 55% مقارنة بـ2000 خطوة.

وبينما تجاوز الأهداف التقليدية، فإن الزيادة في عدد الخطوات لا يؤدي دائمًا إلى فوائد إضافية بنفس القدر، حيث يبدأ الاستفادة في التناقص بعد حوالي 7000 خطوة.

توصيات خبراء الصحة وسلطات الرعاية

  • ينصح الخبراء بالوصول إلى حوالي 5000 – 7000 خطوة يومياً لتحقيق فوائد صحية ملموسة، وهو هدف أكثر قدرة على التحقيق بالنسبة لكثيرين.
  • الأهم هو الانتظام والاستمرارية، بدلاً من التركيز الكبير على رقم معين، خاصةً أن الزيادة المستمرة في الخطوات تؤدي إلى نتائج إيجابية، ولكن مع تراجع العائد بعد نقطة معينة.
  • الحركة أكثر من مجرد عدد الخطوات، فهي نمط حياة شامل يعزز الصحة ويقلل من مخاطر الأمراض المزمنة.

الخلاصة

بينما كانت الرقمنة الرائجة تؤكد على أهمية الوصول إلى 10 آلاف خطوة، تظهر الأبحاث الحديثة أن الأهداف الواقعية والمتوازنة، مثل 5000 إلى 7000 خطوة، قد تكون أكثر فائدة وقابلية للتحقيق في تحسين الصحة العامة، مع فوائد إضافية محتملة عند تجاوز هذا الحد. لذا، لا ترهق نفسك برقم معين، بل حاول أن تبقى نشيطاً وفق إمكانياتك; فالحركة المستدامة دائمًا هي المفتاح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى