ما هو فيروس شيكونجونيا الذي حذرت منه منظمة الصحة العالمية من الانتشار؟

منظمة الصحة العالمية تحذر من تفشي فيروس شيكونجونيا مجددًا
أطلقت منظمة الصحة العالمية نداءً عاجلاً لاتخاذ إجراءات حكومية وشعبية للحد من انتشار فيروس شيكونجونيا، الذي ينتقل عبر البعوض، وغالبًا ما يصيب مناطق مختلفة حول العالم. يأتي هذا التحذير مع ظهور حالات جديدة ترتبط بمنطقة المحيط الهندي وأماكن أخرى في العالم، ما يسهم في زيادة القلق حول إمكانية تكرار تفشيه عالميًا.
الأوضاع الحالية وخطورة الانتشار
تُقدر منظمة الصحة العالمية أن حوالي 5.6 مليار شخص يعيشون في مناطق تعرضهم لخطر الإصابة بالفيروس، الذي يمكن أن يسبب ارتفاع درجة الحرارة، آلام المفاصل، وأضرار طويلة الأمد. وأشارت ديانا ألفاريز، المسؤولة الطبية، إلى أن التاريخ يعيد نفسه، مشيرة إلى تفشي وباء عام 2004-2005 الذي أصاب نصف مليون شخص، معظمهم في جزر صغيرة، قبل أن يتوسع ليشمل مناطق أخرى من العالم.
أماكن تفشي الفيروس
- جزر المحيط الهندي مثل لا ريونيون ومايوت وموريشيوس، حيث أصيب ثلث سكان الجزيرة على الأقل.
- بلدان مثل مدغشقر والصومال وكينيا.
- انتقال وبائي ملحوظ في جنوب شرق آسيا، بما في ذلك الهند.
- وتزايد القلق بشأن انتقال العدوى إلى أوروبا، وهو أمر يثير أهمية مراقبة الانتشار بشكل أكبر.
ما هو فيروس شيكونجونيا وأعراضه
يُطلق على الفيروس اسم شيكونجونيا، وهو مشتق من كلمة تعني “الانثناء” أو “المشي منحنياً”، نظراً لأعراضه المتمثلة في آلام المفاصل والعضلات الشديدة. وتشمل الأعراض عادةً:
- الحمى المفاجئة والشديدة
- الصداع والإرهاق
- الطفح الجلدي
- الغثيان واحمرار العينين
تظهر الأعراض عادةً خلال يومين إلى سبعة أيام من الإصابة، وتستمر معظم الحالات في التحسن خلال بضعة أسابيع، مع بعض الحالات التي تتطور فيها إلى آلام مزمنة في المفاصل تستمر شهورًا أو سنوات.
كيفية الانتقال والوقاية
طريقة الانتقال
ينتقل الفيروس عن طريق لدغة بعوضة مصابة، وليس من شخص لآخر مباشرة. حيث تتلوث البعوضة بالفيروس عند لدغ شخص مصاب، ثم تنقله إلى أشخاص آخرين عند اللدغة.
نصائح الوقاية
- استخدام مستحضرات طرد الحشرات التي تحتوي على ثنائي إيثيل تيولواميد (DEET) أو بيكاريدين، والتأكد من تسجيلها لدى الوكالات المعنية.
- ارتداء ملابس طويلة الأكمام وسراويل طويلة، خاصةً عند التواجد في مناطق موبوءة.
- التخلص من المياه الراكدة لتقليل تكاثر البعوض.
- استخدام الشبكات الواقية من البعوض في المنازل، مثل الناموسيات والمكيفات.
- تجنب السفر إلى المناطق التي تشهد تفشي الوباء، خاصة للنساء الحوامل وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
الحماية من خلال التطعيم والعلاج
حتى الآن، يوجد لقاح معتمد في الولايات المتحدة الأمريكية ضد فيروس شيكونجونيا، وهو عبارة عن حقنة من الفيروس المضعف تُعطى بجرعة واحدة. ومع ذلك، لا توجد علاجات محددة للفيروس، ويُركز العلاج على تخفيف الأعراض عبر الراحة، تناول السوائل، والأدوية مثل الباراسيتامول (تايلون) لتقليل الحمى والألم. ومن المهم تجنب استخدام الأسبرين أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (مثل الإيبوبروفين والنابروكسين) إلا بعد استشارة الطبيب، خاصةً إذا كان المريض يعاني من نزيف أو ظروف صحية أخرى.
مخاطر الإصابة والاضطرابات المحتملة
رغم أن حالات الوفاة نادرة، فإن عدوى الشيكونجونيا قد تسبب مضاعفات خطيرة، خاصةً لدى كبار السن، والأطفال، والنساء الحوامل، والمصابين بأمراض مزمنة. من بين المضاعفات خطيرة قد تظهر:
- مشاكل في العين، القلب، والجهاز العصبي
- التهاب المفاصل المزمن الذي يؤثر على 40% من المصابين
يكتسب الأشخاص الذين أصيبوا سابقًا بالفيروس حماية من الإصابة المستقبلية، ولكن التجنب هو الخيار الأفضل لتقليل المخاطر.