ما هو فيروس شيكونجونيا الذي حذرت منظمة الصحة العالمية من انتشاره؟

تحذير عالمي من انتشار فيروس شيكونجونيا وأهمية اتخاذ التدابير الوقائية

أطلقت منظمة الصحة العالمية نداءً عاجلاً لتحركات دولية للحد من تكرار تفشي مرض شيكونجونيا، فيروس ينقله البعوض، والذي أحدث موجات من الانتشار على مدار العقدين الماضيين، خاصة مع ظهور حالات جديدة في مناطق مختلفة حول العالم، بما في ذلك أوروبا وأفريقيا وآسيا.

الوضع الحالي وخطورة التفشي

ذكرت ديانا ألفاريز، المسؤولة الطبية في المنظمة، أن ما يقرب من 5.6 مليار شخص يعيشون في مناطق تعتبر معرضة للخطر في 119 دولة، بسبب التعرض لفيروس شيكونجونيا الذي يُسبب ارتفاعاً في درجات الحرارة وآلام المفاصل، ويمكن أن يؤدي إلى إعاقة دائمة.

وأشارت إلى أن التاريخ يعيد نفسه، مستشهدة ببضع سنوات ماضية شهدت تفشّياً واسعاً للمرض أصاب حوالي نصف مليون شخص، ومعظمهم في جزر صغيرة، قبل أن يتوسع عالميًا.

مناطق الانتشار الحالية وطرق انتقال الفيروس

• بدأ الانتشار في جزر المحيط الهندي، مثل لا ريونيون، ومايوت، وموريشيوس، حيث أصيب نحو ثلث السكان في لا ريونيون.
• انتقل الفيروس إلى دول مثل مدغشقر، الصومال، كينيا، وحقق انتشاراً في جنوب شرق آسيا، بما في ذلك الهند.
• ومع الأسف، ظهرت حالات داخل أوروبا، مما يبرز خطورة الوضع وتوسعه إلى مناطق غير معتادة.

الأعراض والمضاعفات

تظهر أعراض عدوى شيكونجونيا عادة بين يومين و7 أيام بعد التعرض للبعوض المصاب، وتشمل:

• حمى مفاجئة وشديدة
• صداع
• إرهاق
• طفح جلدي
• غثيان واحمرار العينين

وفي الغالب، تتحسن الحالة خلال أسابيع، ولكن بعض الحالات قد تعاني من آلام طويلة الأمد في المفاصل والعضلات، وتُعرف بمشكلة الالتهاب المزمن، والتي تصيب حوالي 40% من المرضى.

رغم ندرّة الوفاة، فإن المضاعكات قد تكون خطيرة لبعض الفئات، خاصة كبار السن، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، والنساء الحوامل، حيث قد يسبب الفيروس مشاكل في العين، القلب، والأعصاب.

الوقاية من المرض

لا يوجد علاج مباشر لفيروس شيكونجونيا، ولكن يمكن الوقاية باستخدام اللقاحات المعتمدة، وأهمها اللقاح الذي يُعطى في جرعة واحدة ويقي من الإصابة.

نصائح الوقاية الأساسية تتضمن:

• استخدام مستحضرات طاردة للحشرات تحتوي على مادة دييتيل تولواميد أو بيكاريدين، والتأكد من تسجيلها لدى الجهات المختصة.
• ارتداء ملابس طويلة الأكمام وسراويل طويلة، خاصة عند التواجد في مناطق تنتشر فيها البعوض.
• إزالة المياه الراكدة حول المنزل لمنع تكاثر البعوض.
• استخدام شبكات الناموسيات، والمكيفات الهوائية، والصواعق لردع البعوض داخل البيوت.
• للحوامل، يجب تجنب السفر إلى المناطق التي تشهد انتشار الفيروس لما قد يترتب عليه من مضاعفات للأجنة.

وفي حال الإصابة، يوصى بعلاج الأعراض من خلال الراحة، تناول السوائل، واستخدام الأدوية مثل الأسيتامينوفين، مع تجنب الأسبرين والمضادات الالتهابية الأخرى لمنع النزيف، وعلى من يعاني من آلام مزمنة استشارة الطبيب حول الأدوية التي تخفف التهاب المفاصل.

كيفية الانتشار والتعامل معه

ينتقل فيروس شيكونجونيا بشكل رئيسي عن طريق لدغة البعوض المصاب، ولا يمكن انتقاله مباشرة بين الأشخاص. البعوض يلتقط الفيروس من الأشخاص المصابين، مما يجعل من الضروري اتخاذ إجراءات لمنع العدوى:

• حماية النفس من خلال ارتداء ملابس مناسبة واستخدام طارد الحشرات.
• تجنب السفر إلى المناطق المعروفة بتفشي المرض إذا كنت من الفئات المعرضة للخطر.
• التعامل بسرعة مع المياه الراكدة حول المنزل للحد من تكاثر البعوض.

هل يجب أن أقلق؟

في معظم الحالات، يختفي الفيروس من الجسم تلقائياً، وتختفي أعراض المرض خلال أسبوع إلى أسبوعين. إلا أن بعض الأشخاص، خاصة أولئك الذين يعانون من عوامل صحية أو كبار السن، قد يعانون من آلام المفاصل والعضلات طويلة الأمد. كما أن بعض الفئات، مثل النساء الحوامل والأطفال الصغار، أكثر عرضة لمضاعفات خطيرة.

عادة، يكتسب المصابون حماية من الإصابة مرة أخرى، لكن يجب دائماً اتخاذ التدابير للوقاية وتجنب العدوى قدر الإمكان.