ما هو فيروس شيكونجونيا، والتهديد الذي حذر منه منظمة الصحة العالمية بشأن انتشاره?

تحذير عالمي من تفشي فيروس شيكونجونيا وتوجيهات وقائية مهمة
في ظل تزايد المخاطر المرتبطة بفيروس شيكونجونيا الذي يُنقل عبر البعوض، وجهت منظمات الصحة العالمية نداءً عاجلاً لاتخاذ التدابير اللازمة للحد من انتشاره، خاصة مع ظهور حالات جديدة في مناطق بعيدة عن الموطن الأصلي للفيروس.
مخاطر الفيروس وانتشاره العالمي
يصيب فيروس شيكونجونيا، الذي ظهر لأول مرة قبل حوالي عقدين، مليارات الأشخاص حول العالم، ويشمل المهددون به مناطق في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا وغيرها. يقدر أن حوالي 5.6 مليار شخص يعيشون في مناطق معرضة لخطر الإصابة، حيث يمكن أن يؤدي إلى أعراض حادة وآلام طويلة الأمد في المفاصل والعضلات.
وقد بدأ انتشار الفيروس يظهر بشكل واسع منذ بداية 2025، مع انتشاره إلى جزر في المحيط الهندي وأجزاء من شرق أفريقيا، بالإضافة إلى انتقاله إلى أوروبا مؤخرًا، مما يعزز الحاجة لاتخاذ إجراءات وقائية فعالة.
الأعراض وطرق التشخيص
- ارتفاع درجة الحرارة المفاجئ
- الصداع والإرهاق
- الطفح الجلدي
- الغثيان واحمرار العينين
تظهر أعراض العدوى عادة خلال يومين إلى سبعة أيام بعد التعرض للدغة بعوضة مصابة، وتتفاوت شدتها بين شخص وآخر. معظم المصابين يتحسنون في بضعة أسابيع، ولكن بعض الحالات قد تتطور إلى آلام مزمنة في المفاصل والعضلات تظل سنوات بعد الشفاء.
طرق الانتقال والوقاية
الفيروس لا ينتقل مباشرة من شخص لآخر، بل عبر لدغات البعوض المصاب. لذلك، فإن الوقاية الأساسية تكمن في مكافحة البعوض وتقليل تعرض الإنسان للقرصات.
- استخدام مستحضرات طاردة للحشرات تحتوي على مواد مثل ديت-ديت أو بيكاريدين
- ارتداء ملابس طويلة تغطي الجسم قدر المستطاع
- إزالة الماء الراكدة وتجنب التواجد في المناطق الموبوءة
- استخدام شبكات ناموس ووسائل حماية داخل المنزل كالمراتب المشبكة ومكيفات الهواء
بالنسبة للنساء الحوامل، يُنصح بشدة بعدم السفر إلى المناطق المهددة، نظراً لاحتمالية انتقال الفيروس إلى الجنين وما قد يترتب على ذلك من مضاعفات خطيرة.
التطعيم والعلاج
حتى الآن، توجد لقاحات معتمدة في بعض المناطق للوقاية من فيروس شيكونجونيا، إلا أنه لا يوجد علاج خاص للفيروس، والطريقة الرئيسية للعلاج هي دعم الأعراض من خلال الراحة والسوائل والأدوية المسكنة. ينصح بعدم تناول الأسبرين أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية إلا بعد استشارة الطبيب لتجنب مضاعفات النزيف المحتملة.
هل يجب القلق؟
على الرغم من أن معظم المصابين يتعافون دون مضاعفات خطيرة، إلا أن فئة من الأشخاص، خاصة كبار السن والأطفال والنساء الحوامل، تكون أكثر عرضة لمضاعفات خطيرة تتضمن مشاكل في العين، القلب والأعصاب. لذلك، يُنصح باتباع إجراءات الوقاية والابتعاد عن المناطق الموبوءة لتقليل المخاطر.
الخلاصة
يُعد فيروس شيكونجونيا تهديداً عالمياً متزايداً، تتطلب مواجهته جهداً دولياً ومحلياً للسيطرة على انتشاره وتوفير المعلومات اللازمة للمجتمعات. أساليب الوقاية من لدغات البعوض تظل الحل الأمثل للحد من الإصابة، وتوفير اللقاحات قد يلعب دوراً مهمًا في المستقبل القريب.