صحة

ما هو فيروس شيكونجونيا الذي حذرت منه منظمة الصحة العالمية من الانتشار؟

نظرة عامة على مرض الشيكونجونيا وخطورته المتزايدة

أطلقت منظمة الصحة العالمية نداءً عاجلاً للتحرك ضد تفشي فيروس الشيكونجونيا، الذي ينتقل عبر البعوض ويعود للظهور بشكل متكرر، مع تفشي حالات جديدة وصلت إلى مناطق مختلفة حول العالم، بما في ذلك أوروبا والأقاليم المطلة على المحيط الهندي. ويُعد هذا الوباء تهديداً صحياً عالمياً يتطلب اهتماماً واستعداداً مستمرين للحد من انتشاره وأثره على الصحة العامة.

ماذا تعرف عن فيروس الشيكونجونيا؟

الاسم يعبّر عن أعراض المرض، حيث يسبب آلاماً حادة في المفاصل والعضلات، ويُلاحَظ أن المصابين يعانون من ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة، طفح جلدي، صداع، إرهاق، وغثيان. تظهر الأعراض عادة خلال يومين إلى 7 أيام من التعرض للدغة البعوضة المصابة.

أين ينتشر الفيروس وأبرز المناطق المعرضة للخطر

  • انتشر الفيروس حالياً بشكل رئيسي في بلدان مثل مدغشقر، الصومال، كينيا، والهند.
  • بدأت حالات جديدة تظهر في أوروبا، وهو أمر يثير القلق بسبب انتقال العدوى إلى مناطق غير معتادة.
  • قبل عام 2004، اقتصر وجود الفيروس على قارتي إفريقيا وآسيا، ولكن الآن يعيش أكثر من ثلث سكان العالم في مناطق عرضة للإصابة.

طرق انتقال الفيروس والوقاية منه

العدوى تنتقل عبر لسعة البعوض المصاب، ولا تنتقل من شخص لآخر مباشرة. ولذا، فإن الوقاية تتطلب تجنب لدغات البعوض، خاصة في المناطق التي تشهد انتشاراً عاليًا للمرض.

  • استخدام مستحضرات طاردة للحشرات تحتوي على ديت – DEET أو بيكاريدين.
  • ارتداء ملابس طويلة تغطي الجسم.
  • إزالة المياه الراكدة التي توفر بيئة مناسبة لتكاثر البعوض.
  • استخدام شبكات ناموس، مكيفات الهواء، وصواعق البعوض داخل المنازل.

مضاعفات المرض وكيفية التعامل معه

نادراً ما يسبب فيروس الشيكونجونيا حالات خطيرة أو وفيات، ومعظم المصابين يتعافون خلال أسابيع. إلا أن بعض الأفراد، خاصةً كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم، قد يعانون من آلام طويلة الأمد في المفاصل والعضلات تستمر لشهور أو سنوات، وهي تُعرف بـ”التهاب مفاصل شيكونجونيا المزمن”.

علاج الأعراض يركز على الراحة، استهلاك السوائل، وتناول أدوية مسكنة للألم مثل الأسيتامينوفين، مع تجنب استخدام أدوية مضادة للالتهاب غير ستيرويدية إلا بعد استشارة الطبيب.

كيفية حماية نفسك عند السفر أو في مناطق انتشار المرض

  • الامتناع عن السفر إلى المناطق الموبوءة خاصة للحوامل، كبار السن، والأشخاص المصابين بحالات صحية طويلة الأمد.
  • اتباع الإجراءات الوقائية أثناء وجودك، مثل استخدام الدييت، ارتداء الملابس كاملة، وتقليل تجمعات البعوض داخل المنزل.

متى ينبغي القلق وما الأعراض التي تتطلب استشارة طبية؟

معظم المصابين يتحسنون دون مضاعفات، لكن بعض الحالات قد تتطور لمضاعفات خطيرة في العين، القلب، والأعصاب. ويجب مراجعة الطبيب إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة أو ازدادت سوءًا، خاصةً آلام المفاصل والعضلات أو ظهور علامات مضاعفات أخرى.

ختام

فيروس الشيكونجونيا يمثل تهديدًا متزايدًا للصحة العالمية، ويتطلب جهداً مشتركاً للحد من انتشاره عبر اتخاذ تدابير وقائية مناسبة وزيادة الوعي حول طرق انتقاله وأساليب الوقاية منه. الالتزام بالإجراءات الشخصية وصحة المجتمع هو السبيل الأنجح لتقليل الضرر الذي قد يسببه هذا الوباء في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى