ألمانيا تتسارع لإنشاء ملاجئ حماية من الغارات الجوية استعدادًا لأي هجوم روسي

إعادة التفكير في حماية المدنيين في ألمانيا وسط التهديدات العسكرية المتزايدة

قبل أقل من عقدين من الزمن، خلصت ألمانيا إلى أن خطر التعرّض لهجوم عسكري على أراضيها منخفض جداً، مما أدى إلى إلغاء معظم ملاجئ الحماية من الغارات الجوية. إلا أن التطورات الأخيرة في المشهد الأمني الأوروبي دفعت البلاد إلى إعادة النظر بسرعة في استراتيجيتها، وسط مخاوف من احتمال حدوث هجوم روسي محتمل، وفقاً لتقارير إعلامية.

تدهور وضع الملاجئ واقتصادها

• من بين نحو 2000 ملجأ كانت تعمل خلال الحرب الباردة، لا يوجد حالياً سوى 580، تتسع لـ480 ألف شخص، وهو رقم يمثل حوالي نصف بالمئة من سكان ألمانيا، وغالباً ما يكون رقم “نظري” في واقع الحال.
• المتحدث باسم الحكومة الألمانية أكد أن خدمات وصيانة معدات الحماية المدنية توقفت، وأن الملاجئ المتبقية، بما في ذلك أربعة في برلين، غير صالحة للاستخدام حالياً.

خطط عاجلة لمواجهة الوضع

• تسعى السلطات الألمانية لإنشاء قوائم بمساحات عامة يمكن تهيئتها كملاجئ بسرعة وبتكلفة منخفضة، مع خطة لإنشاء ملاجئ تستوعب مليون شخص بحلول عام 2026.
• بعد تصاعد التهديدات، أعلنت ألمانيا عن نيتها أن تكون “جاهزة للحرب” بحلول عام 2029، بتكثيف إنفاقها على الدفاع، مع ضمان حماية مدنية فاعلة.

المعوقات والتحديات

يُشدد خبراء على ضرورة تحديد طبيعة التهديدات والمخاطر التي تواجه المجتمع، بحيث يكون تصميم الملاجئ لمسؤوليات معينة وليس فقط منشآت عامة غير مخصصة بشكل خاص.

آثار من زمن الحرب العالمية الثانية

• تعد “هوخبونكر” من أكثر المباني التي تبقى كآثار على الحرب، وهي كتل خرسانية ضخمة كانت تستخدم كملاجئ ومدافع مضادة للطائرات، وتحولت مع الوقت إلى أماكن ثقافية أو سكنية.
• الجهود الحالية لإعادة تأهيل هذه المنشآت أو بناء ملاجئ جديدة تبدو مكلفة وقد تكون غير عملية بكاملها، خاصة مع ازدياد خطر استهداف المدنيين من قبل الهجمات الحديثة.

النهج الجديد في الحماية المدنية

في ظل تطور التهديدات، يُنظر إلى تبني استراتيجيات محلية تعتمد على إنشاء مساحات محصنة صغيرة يسهل الوصول إليها خلال دقائق، بدلاً من الاعتماد على ملاجئ ضخمة تتطلب وقتاً لامتلائها، وهو أسلوب مستمد من تجارب دول أخرى.

جهود وتطويرات داخلية

• تعمل وزارة الداخلية والهيئات المختصة على إعداد معايير لتحويل المباني الموجودة مثل مواقف السيارات ومحطات المترو إلى ملاجئ فعالة ومجهزة بالكامل.
• يوجد حالياً خطة لتوسيع البرنامج ليشمل حماية مليون شخص بحلول نهاية العام القادم، عبر تجهيز الأقبية والأسِرَّة ومرافق المياه والصرف الصحي وأنظمة تنقية الهواء.
• كما يتم تطوير تطبيقات إرشادية تساعد المواطنين على تحديد أقرب ملاجئ وتحويل مساحات خاصة إلى ملاجئ منزلية بشكل أكثر فاعلية.