اقتصاد
تزايد قلق الدول الناشئة من الدولار يدفعها للاستثمار في سندات اليورو

اتجاه السوق نحو سندات اليورو في الأسواق الناشئة يعكس تنامياً في الطلب على التنويع المالي
شهدت الأسواق الناشئة طفرة في إصدار سندات اليورو خلال العام الحالي، وهو ما يعكس تحولاً في استراتيجيات التمويل للمستثمرين والمقترضين على حد سواء، مع تزايد التوجه نحو تنويع مصادر التمويل وأهمية تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي.
نمو ملحوظ في إصدار سندات اليورو
- حتى منتصف يوليو، بلغت قيمة إصدار شركات وحكومات الأسواق الناشئة من سندات اليورو حوالي 89 مليار يورو، مسجلة أعلى مستوى منذ عام 2014.
- غالبية الإصدارات جاءت من أوروبا الشرقية، مع بولندا ورومانيا في المقدمة، وارتفعت إصدارات مقترضة من تشيلي وكوريا الجنوبية والصين في الفترة الأخيرة.
- شهدت بعض الدول، مثل رومانيا وبلغاريا، إصدار سندات بعد تحسّن التصنيف الائتماني أو استجابة لسياسات الإصلاح الاقتصادي، مع استمرار توجهات استفادة من ارتفاع النمو الاقتصادي في المنطقة.
مميزات سندات اليورو مقارنة بالدولار
- البنك الاستراتيجي في غولدمان ساكس أشار إلى تفوق طفيف للسندات المقومة باليورو على نظيراتها بالدولار بعد أسبوع من الإصدار، مع استمرار الطلب المرتفع عليها.
- الزيادة في إصدارات السندات اليورو تعكس استجابة السوق لتحسن التوقعات الاقتصادية وانحسار المرحلة الاستثنائية للنمو الأمريكي.
- الاستراتيجيون يعتقدون أن هذا الاتجاه قد يستمر مع تراجع قوة الدولار وارتفاع جاذبية السندات اليورو، خاصة في ظل تفضيل المستثمرين للفرص ذات القيمة النسبية.
الخيارات الاستثمارية والمخاطر المحتملة
- تُفضل بعض المؤسسات، مثل بنك أوف أميركا، سندات اليورو الرومانية على نظيراتها الدولارية بسبب الفارق في العائد والجاذبية الاستثمارية.
- المستثمرون يضاعفون من اهتمامهم بالسندات ذات العائد الجذاب، خصوصاً من دول توفر فرصاً استراتيجية للخروج من ديون الدولار، مثل بولندا والمغرب والمجر.
دور الدول الصاعدة في سوق اليورو
- على الرغم من استمرار الاعتماد على الدولار كعملة رئيسية، تتجه دول مثل البرازيل وكولومبيا والبوسنة إلى إصدار سندات يورو لتعزيز تنويع مصادر التمويل وتلبية احتياجاتها السوقية.
- مصر تدرس إصدار سندات بالعملات الصعبة ضمن استراتيجيتها للتمويل المستدام، مع احتمالية كبيرة للتحول نحو سوق اليورو في المستقبل القريب.
الأفاق المستقبلية وتحليل الاتجاهات
رغم استمرار هيمنة الدولار كعملة رئيسية، فإن السوق يظل مفتوحاً لزيادة إصدارات اليورو، حيث يُعد سوقاً واعداً يوفر عمقاً ومرونة أكبر. من المتوقع أن تستمر جاذبية سندات اليورو نظراً لتوقعات تراجع الدولار وانخفاض العائدات في الأسواق الأمريكية، مع بقاء الدولار خياراً رئيسياً للتمويل في الأسواق الناشئة.