اخبار سياسية
الأسد وجنبلاط… الاجتماع الأخير (4-6)
نظرة على المحاضر الاجتماعية والسياسية قبل الحرب الأهلية اللبنانية
تسلط هذه المادة الضوء على مجموعة من الوثائق السرية والمحادثات التاريخية التي تكشف عن مواقف ومسارات القوى الإقليمية واللبنانية خلال الفترة الحرجة التي سبقت وأثناء بداية الحرب الأهلية اللبنانية. وتتمحور حول جهود الوساطة والمسائل السياسية والداخلية التي شكلت ملامح تلك الحقبة الدقيقة.
الثوابت السياسية وحوارات القيادة السورية واللبنانية
المداخلات والحوارات مع قيادات لبنان وسوريا
- عرضت الوثائق تفاصيل محادثات بين الرئيس السوري حافظ الأسد وزعيم الحركة الوطنية اللبنانية كمال جنبلاط، حيث تركز النقاش على الأوضاع السياسية في لبنان، وضرورة التوفيق بين مختلف الأطراف.
- تم التطرق خلال اللقاءات إلى أهمية توحيد المناهج التعليمية لتقليل الانقسامات الطائفية، مع الإشارة إلى أن نظام التعليم الطائفي يعمق الانقسام ويكرس الصراعات بين الطوائف المختلفة.
- ناقش الأسد مع جنبلاط الأوضاع الميدانية في لبنان، وسأل عن الأهداف المستقبلية للحركة الوطنية، مع التركيز على ضرورة الحسم العسكري لتحقيق استقرار سياسي.
السياسات الداخلية والأزمة اللبنانية
- تم تأكيد أن الإصلاحات السياسية المقترحة، مثل التمثيل النسبي ومجلس الشيوخ، كانت خطوة على الطريق نحو بناء هوية لبنانية موحدة، رغم التعارض حول بعض التفاصيل.
- تميّزت المحادثات بتأكيد أن التداخلات الخارجية، خصوصاً التدخل الإسرائيلي والأمريكي، تهدف إلى تعميق الانقسامات وإعادة صياغة التوازنات الداخلية.
- خلصت الوثائق إلى أن النظام اللبناني يعاني من استنزاف داخلي، وأن التحول نحو نظام وطني تقدمي هو الحل النهائي لتجاوز الأزمات المستعصية.
الموقف السوري من التدخلات والنفوذ
- اعترف حافظ الأسد بأن سوريا كانت الخاسر الأكبر من التدخل في لبنان، مؤكداً أن المصلحة كانت غير واضحة حينها، وأن الموقف القومي هو ما دفع الدولة السورية إلى التورط في الأزمة.
- نُوقش ضرورة تقليل الوجود السوري لتفادي تهيئة إسرائيل للتدخل، مع التأكيد على أن سوريا تسعى لوساطة حيادية توازن بين مختلف القوى اللبنانية والفلسطينية.
- انتقد الأسد الاتهامات التي تُوجّه إلى سوريا بـ”النفوذ”، مؤكداً أن العلاقة مع الفلسطينيين واللبنانيين تقوم على دعم مقاومة عميقة وليس على الهيمنة أو التدخل غير المبرر.
الوثيقة الدستورية والتحولات السياسية
- تم استعراض النقاشات حول الوثيقة الدستورية، مع التحذير من مخاطر التطرّف الطائفي الناتج عن التمثيل النسبي، وأهمية بناء رواية تاريخية وطنية موحدة.
- شدد الأسد على أن معظم المطالب التي حملتها الوثيقة ليست غريبة عن البرنامج السياسي للحركة الوطنية، وأن الإصلاحات تحتاج إلى تفاهم ووعي موحد بين الأطراف اللبنانية.
- أما عن الرئاسة اللبنانية، فشُدد على أن الظروف السياسية تدعو إلى التريث، خاصة مع التحديات التي يفرضها النهاية المحتملة لولاية الرئيس الحالية، والتغيرات الكبرى على الساحة الدولية والإقليمية.
ختام اللقاء والتحذيرات
اختتمت المداولات بالتأكيد على ضرورة تجنب التقسيم أو التدخل الخارجي، مع التركيز على أهمية الحفاظ على وحدة لبنان، وتجنب مغامرات غير محسوبة قد تؤدي إلى تفتت البلاد أو تعميق الأزمة، مع ملاحظة أنَّ غالبية التدخلات الدولية تتجه إلى محاولة إعادة التوازنات لمصلحة قوى مختلفة، رغم خطورة ذلك على استقرار المنطقة.