اخبار سياسية

إمكانات التقدم في “مفاوضات الدوحة” واسعة ولكنها تعتمد على جدول أعمال نتنياهو

تطورات مفاوضات الوقف في غزة وتأثيراتها المحتملة

تشهد مفاوضات ترميم الهدنة بين الأطراف المعنية في قطاع غزة والتي تستمر منذ أسبوعين، حالة من التقدم النسبي رغم وجود بعض العقبات التي تواصل التأخير في الوصول إلى اتفاق نهائي. تتشابك عدة نقاط خلافية بين الأطراف المعنية، مما يعكس التعقيد السياسي والأمني الذي يحيط بهذا الملف الحسّاس.

نقاط الخلاف الرئيسية في المفاوضات

  • انتشار القوات العسكرية: طالبت حركة حماس بعودة القوات الإسرائيلية إلى مواقعها قبل بدء التصعيد الأخير، وفق الخرائط التي تم الاتفاق عليها سابقًا في صفقة التبادل. وفي المقابل، قدم الجانب الإسرائيلي خرائط جديدة تظهر تواجد الجيش في مناطق أوسع، منها أحياء سكنية داخل مدينة رفح، الأمر الذي أعربت عنه حماس بأنها تخشى استغلال إسرائيل لهذه الفترة لتنفيذ مشاريع احتلالية جديدة.
  • توزيع المساعدات الإنسانية: ورغم موافقة إسرائيل على نقل المساعدات عبر المنظمات الدولية، إلا أن شرط الاحتلال بمواصلة السيطرة على المناطق التي تصلها المساعدات من خلال شركة أميركية يثير مخاوف لدى الطرف الفلسطيني من استخدام حصر التوزيع كوسيلة لتنفيذ مخططات تهدف إلى فصل السكان أو تهجيرهم.
  • مفاتيح تبادل الأسرى: اقترحت إسرائيل إطلاق سراح 30 أسيرًا فلسطينيًا مقابل كل أسير إسرائيلي، وهو تفاوت عن الاتفاق السابق الذي تحدث عن 50 أسيرًا فلسطينيًا مقابل أسير إسرائيلي، الأمر الذي يقابله رفض فلسطيني وتحفظات تتعلق بعدد الأسرى المحتجزين ونوعهم.
  • الضمانات وعدم عودة الحرب: ترفض إسرائيل حتى الآن تضمين ضمانات ملزمة بعدم عودة الحرب إذا استمرت المفاوضات بعد مدة المبادرة، حيث تعتبر تل أبيب أن تلك الضمانات يمكن أن تُستخدم ذريعة لوقف المفاوضات والعودة إلى التصعيد.

موقف الأطراف والتوقعات المستقبلية

وفيما يتعلق بالموقف الفلسطيني، فإن حماس تُركز على أهمية ضمانات واضحة لعدم استغلال فترة الهدنة لتنفيذ مشاريع احتلالية، مع التأكيد على الحاجة لضمانات دولية قوية. أما الجانب الإسرائيلي فهو يلعب على ورقة التأجيل والتملص من بعض الشروط، بهدف إبطاء وتيرة التقدم والضغط على حماس للموافقة على شروط أكثر مرونة.

مفاوضات الأسرى والتأثيرات الانتخابية

  • عرض الجانب الإسرائيلي إطلاق سراح 30 أسيرًا من ذوي الأحكام المؤبدة مقابل كل أسير إسرائيلي محتجز، وهو تراجع عن الاتفاق السابق المتمثل في 50 أسيرًا مقابل أسير واحد، الأمر الذي يثير تحفظات فلسطينية ويزيد من تعقيدات التفاوض.
  • إلى جانب ذلك، تتركز المفاوضات حول تحرير 10 أسرى أحياء و18 جثة مقابل وقف شامل للأعمال العدائية لمدة 60 يومًا، خلال هذه الفترة يتم التفاوض على مصير باقي الأسرى وإنهاء الحرب بشكل كامل.

الآفاق المحتملة ورؤى الخبراء

وفي سياق الأوضاع السياسية، يعتقد العديد من المراقبين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يراوغ في المفاوضات لكسب الوقت، خاصة مع اقتراب الدخول في الإجازة الصيفية للكنيست، حيث يسعى لتجنب استقرار الحكومة أو تقديم تنازلات قد تؤثر على وضعه السياسي.

كما أن هناك توقعات بأن الضغوط الأميركية قد تلعب دورًا مؤثرًا في دفع الطرفين للتوصل إلى اتفاق سريع، خاصة مع تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين الذين يرون أن هدف الحرب قد تحقق، وأن الخطوة التالية تتطلب تحرير الأسرى وربط عملية إعادة الإعمار بنزع سلاح قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى