اخبار سياسية
كيف بدأ ترمب وعائلته بناء إمبراطورية الكريبتو المعقدة منذ عودته إلى السلطة

تحول عائلة الرئيس الأمريكي السابق وتداخلاتها مع قطاع العملات المشفرة
شهدت السنوات الأخيرة تحولاً كبيراً في توجهات عائلة رئيس أمريكي سابق، خاصة مع تزايد انخراطها في قطاع العملات المشفرة، وما صاحب ذلك من علاقات وشبكات استثمارية معقدة. يبرز هذا التطور من خلال استثمارات متعددة وتوسعات في مجالات تكنولوجيا البلوكشين والعملات الرقمية، والتي بدأت تتشكل كجزء من استراتيجية العائلة الاقتصادية.
البدايات في القطاع العقاري ومسيرة تتغير
- بدأ دونالد ترمب مسيرته المهنية في إدارة شركة والده منذ عام 1971، حيث كان يركز على مشاريع سكنية صغيرة ومتوسطة في بروكلين وكوينز.
- توسع بعدها نحو مشاريع أكبر في مانهاتن، وحقق نجاحات بارزة من خلال إنشاء أبراج شهيرة، أبرزها البرج في الجادة الخامسة الذي عزز مكانته كرجل أعمال بارز.
- بنهاية العقد الثاني من حياته، كانت ثروته تقدر بحوالي 3.2 مليار دولار، مع غالبية الثروة مستمدة من القطاع العقاري، خاصة منتجع “مارالاجو” وفنادق فاخرة في فلوريدا.
- إلا أن عودته إلى البيت الأبيض في 2021 أثرت على جزء كبير من ثروته، وزاد اعتماده على قطاع العملات المشفرة بشكل كبير، خاصة مع بلوغ ثروته حوالي 6.9 مليار دولار في 2025، حيث زادت نسبة العقارات إلى نصف الثروة.
تحول الموقف ودخول العملات المشفرة
- في حملته الانتخابية، غيّر ترمب مواقفه من العملات المشفرة، حيث وصفها سابقاً بأنها “خدعة”، قبل أن يبدأ في تبني سياسات مؤيدة لها، معلناً جعله بلاده مركزاً عالمياً للعملات الرقمية.
- مما أدى إلى تغير استراتيجي في استثمارات العائلة، حيث أنشأت شركة وورلد ليبرتي فاينانشال في مارس 2024، بقيادة أبناء ترمب، وتولت تسويق رموز رقمية وعوائد من خلال عمليات بيع وتخصيص جزء منها للعائلة.
- كما أُعيد تسمية شركة قديمة إلى DT Marks DEFI، وأُنشئت شركات جديدة باسم أبناء ترمب، وامتلكت حصصاً تؤوي حصة من العائدات وآليات تسويق الرمز المميز.
إطلاق عملات رقمية وتوسع في السوق
- شهدت العائلة إطلاق عملة مستقرة مربوطة بالدولار، وتحقيق عائدات بمئات الملايين من الدولارات عبر مبيعات الرموز الرقمية.
- دخلت العائلة أيضاً مجال عملات الميم، حيث أطلقت عملة تحمل اسم “$TRUMP”، التي شهدت تقلبات حادة في قيمتها، وتداولت حالياً عند مستويات منخفضة مقارنة بأول أيامها.
- هنا تظهر مخاوف من تضارب المصالح، خاصة مع احتضان ترمب لهذه العملات والعمل على استضافات وفعاليات ترويجية تتعلق بها، إضافة إلى توسيع أسهم الشركات المرتبطة.
علاقات متشابكة وتوسعات في قطاعات أخرى
- تتسم شبكة العلاقات بين أفراد العائلة والأعمال بتعقيد واضح، حيث تتداخل شركات التعدين، والبيانات، والعملات الرقمية، مع مناصب قيادية وتوسعات استثمارية. على سبيل المثال، في 2025، أنشئت شركة أميركان بتكوين، التي تضم إريك ترمب وشارك فيها كبار المستثمرين.
- كذلك، تتخذ علاقات العائلة مع شركات مثل دوميناري شكل شبكات استثمارية وأدوار استشارية، مع توجهات واضحة نحو شراء وتخزين البيتكوين وتوسيع أنشطة العملات المشفرة.
- بالإضافة إلى ذلك، هناك تعاون مع شركات تعدين، وتعديلات في الشركات القابلة للتحول في السوق المالي، مع وجود نوايا لطرح أسهم في البورصات الأمريكية.
مخاطر وتوقعات مستقبلية
تُعد هذه الشبكة من العلاقات والاستثمارات بمثابة مؤشرات على تحول استراتيجي نحو عالم العملات المشفرة، لكن مع الإقدام على تلك الخطوات، تظهر مخاوف من تضارب المصالح واحتمالات تداخل التوجهات السياسية مع القرارات المالية والاقتصادية للعائلة.
وفي ظل توجهات محتملة لابن الرئيس السابق للترشح مجدداً، فإن مستقبل هذا المشهد المترابط يبقى موضوع مخاوف وتحليل من قبل المراقبين، مع توقعات بتزايد تعقيده في السنوات القادمة.