مسكنات الألم الشائعة قد ترفع من خطر الإصابة بالخرف

دراسة جديدة تكشف مخاطر محتملة لاستخدام الجابابنتين على الصحة الإدراكية
أظهرت دراسة حديثة أن الاستخدام المتكرر لعقار الجابابنتين، الذي يُستخدم عادة لعلاج آلام أسفل الظهر، قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف والضعف الإدراكي المعتدل. وهذه النتائج تستدعي الحذر عند وصف هذا الدواء، خاصة للفئات العمرية الأصغر سناً.
نتائج الدراسة وأهميتها
- حُلل فيها سجلات صحية إلكترونية لآلاف المرضى الذين تلقوا الجابابنتين بين عامي 2004 و2024.
- توصلت إلى أن الأشخاص الذين تلقوا 6 وصفات طبية أو أكثر كانوا أكثر عرضة بنسبة 29% لتشخيص الخرف، و85% لتشخيص الضعف الإدراكي المعتدل خلال 10 سنوات من بداية العلاج.
- المخاطر كانت أكثر وضوحاً بين الفئات العمرية الأصغر، مع زيادة ملحوظة في خطر الإصابة بعدد من الحالات الإدراكية.
- رُصد أن تكرار الوصفات يزيد من احتمالية المخاطر، حيث بلغ ارتفاع خطر الخرف 40%، والضعف الإدراكي 65% بين من حصلوا على 12 وصفة أو أكثر.
ما هو الجابابنتين؟
الجابابنتين هو دواء يُصنف ضمن مضادات الاختلاج أو الصرع، ويُستخدم بشكل رئيسي لعلاج النوبات الجزئية. كما توسعت استخداماته ليشمل تخفيف آلام الأعصاب مثل الألم العصبي التالي لالهربس والاعتلال العصبي السكري، بالإضافة إلى علاج متلازمة تململ الساقين.
كيفية عمل الجابابنتين وفوائده
- يعمل على تهدئة الأعصاب المفرطة النشاط عبر التأثير على قنوات الكالسيوم، مما يقلل من إطلاق النواقل العصبية المثيرة.
- يساعد على تخفيف الألم والسيطرة على النوبات، ويُعد بديلاً غير أفيوني لعلاج الألم المزمن، مع انخفاض احتمالية الإدمان مقارنة بالمواد الأفيونية.
القلق بشأن آثاره الجانبية
بالرغم من فوائده، بدأت تظهر مخاوف بشأن آثار الجابابنتين الجانبية، ومنها احتمال ارتباطه بالتنكس العصبي. إلا أن النتائج لا تزال مختلطة، مما يشدد على ضرورة المزيد من البحث والحذر عند وصفه.
مزايا الدراسة وحدودها
- اعتمدت على بيانات من شبكة “تراينت أكس” التي تضم سجلات صحية إلكترونية من 68 مؤسسة رعاية صحية في الولايات المتحدة.
- شملت تحليل سجلات 26,414 مريضاً بالغاً وصف لهم الجابابنتين، مقارنة مع مجموعة أخرى لم تتلقَ العلاج به.
- توصلت إلى وجود ارتباط بين وصف الجابابنتين والخرف أو الضعف الإدراكي خلال عقد من الزمن.
- لا يمكن استنتاج السببية بناءً على الدراسة التي تعتبر ملاحظة وارتباطية، حيث لم يتم تقييم جرعة الدواء أو مدة الاستخدام بشكل دقيق.
توصيات وتوجهات مستقبلية
يشدد الباحثون على ضرورة مراقبة المرضى بدقة أثناء وصف الجابابنتين، وتقييم المخاطر والفوائد بشكل متوازن، خاصة بشأن تأثيره المحتمل على الوظائف الإدراكية، وهو أمر يتطلب مزيداً من البحث والتدقيق السريري.