نجاح طباعة “جزر بنكرياسية”.. احتمال تحول في علاج مرض السكري

نجاحات جديدة في علم الأحياء الحيوي وتكنولوجيا الطباعة الثلاثية الأبعاد
شهدت الأبحاث الطبية الحديثة تقدمًا ملحوظًا في مجال إعادة بناء الأنسجة والأعضاء، حيث تمكن فريق دولي من العلماء من طباعة جزر بنكرياسية بشرية وظيفية باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. يُعَد هذا الإنجاز خطوة مهمة نحو تحقيق علاج مبتكر لمرض السكري من النوع الأول، الذي يعاني منه ملايين الأشخاص حول العالم.
مرض السكري من النوع الأول وأهميته
هو مرض مزمن من أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي الخلايا المنتجة للأنسولين، المعروفة بـ”الجزر”، في البنكرياس، مما يؤدي إلى نقص الأنسولين وارتفاع مستويات السكر في الدم. يضطر مرضى السكري من النوع الأول إلى الاعتماد على حقن الأنسولين اليومية، كما يسعى العلماء باستمرار لتطوير طرق لاستبدال الجزر المفقودة بشكل فعال ودائم.
التقنيات الجديدة في علاج الجزر البنكرياسية
- استخدام حبر بيولوجي مخصص: مكونات طبيعية من الطحالب (الألجينات) مع نسيج بنكرياسي بشري منزو ع الخلايا، مكن الفريق من طباعة جزر ذات كثافة عالية وقادرة على البقاء على قيد الحياة.
- تصميم الجزر المطبوعة: تم تصميم الجزر لتكون مقاومة للتكتل، مع بنية مسامية تسمح بتدفق الأكسجين والمغذيات، مما يسهم في الحفاظ على سلامة ووظائف الخلايا.
- الزرع وخفض التوغّل: بدلاً من الزرع داخل الكبد، يُزرع الجزر تحت الجلد عبر عملية بسيطة تتطلب تخديراً موضعياً، مع تقليل المخاطر وتحسين الراحة للمرضى.
نتائج التجارب والتطورات المستقبلية
أظهرت التجارب أن أكثر من 90% من الخلايا ظلت حية بعد الطباعة، مع استجابة محسنة لمستويات السكر وإفراز أكثر دقة للأنسولين. كما حافظت الهياكل المطبوعة على بنيتها بعد 21 يومًا دون تكتل، وبتصميم مسامي يعزز تدفق الأكسجين والمغذيات، مما يدعم تكوين الأوعية الدموية الضرورية للبقاء على قيد الحياة بعد الزرع.
آفاق جديدة وتطلعات مستقبلية
- الانتقال إلى اختبار الجزر المطبوعة في نماذج حيوانية.
- البحث في تقنيات التخزين بالتجميد لتحسين توزيعها عالميًا.
- استخدام مصادر بديلة للخلايا، مثل الخلايا الجذعية أو خلايا الخنازير، لتجاوز مشكلة نقص المتبرعين.
الخلاصة
رغم أن العلاج لا يزال في المرحلة التجريبية، إلا أن النتائج المشجعة تشير إلى إمكانية تحول كبير في علاج السكري. إذا أثبتت التجارب السريرية فعاليته، فسيُحدث هذا الابتكار ثورة في حياة ملايين المصابين، ويقربنا من حل دائم وفعال لهذه المشكلة الصحية العالمية.