“بريكس” يهدف إلى سد الفجوة التي تركتها أميركا في عهد ترمب

تطورات مجموعة “بريكس” والتحديات العالمية المرتبطة بها
منذ تأسيسها قبل أكثر من عقد، واجهت مجموعة “بريكس”، التي تضم عدداً من الاقتصادات الناشئة، تحديات كبيرة في تحديد هدف مشترك يوحدها. خلال السنوات الأخيرة، برزت عوامل جديدة ساهمت في تعزيز مكانتها ودفعها نحو دور أكثر تأثيراً على الساحة الدولية.
موقف المجموعة في ظل التصعيد التجاري والتوترات العالمية
بيان قمة ريو دي جانيرو
- من المتوقع أن يتفق قادة “بريكس”، خلال قمة يعقدونها هذا الأسبوع في مدينة ريو دي جانيرو، على بيان يدين “تصاعد الإجراءات الحمائية الأحادية” و”الرفع غير المبرر” للرسوم الجمركية، وهو صياغة مماثلة للبيان الذي أقرّه وزراء خارجية الدول المؤسسة.
- على الرغم من أن البيان لن يذكر الولايات المتحدة مباشرة، إلا أن الرسائل الموجهة إلى إدارة ترمب واضحة، خاصة مع اقتراب الموعد النهائي لتطبيق الرسوم الجمركية في 9 يوليو.
- وأكد مفاوضون من الدول الأعضاء أن جميع الأعضاء متفقون على أن “الرسوم الجمركية غير مجدية، ولا تخدم الاقتصاد العالمي، ولا تدعم التنمية”.
صعود “بريكس” وسط غياب واشنطن
- تسعى المجموعة، التي تتجه لتعويض الفراغ الذي تركه تراجع الولايات المتحدة، لملء الدور الذي كانت تلعبه، وتقديم نفسها كمدافع عن قيم التجارة الحرة والتعددية، خاصة في ظل سياق يتسم بسياسات “أميركا أولاً”.
- وأشار الرئيس البرازيلي إلى أن “التعددية تمر بأسوأ مراحلها منذ الحرب العالمية الثانية”، فيما أكدت الصين على ضرورة تعزيز الشراكات الاستراتيجية لمجموعة “بريكس” والدفاع عن التعددية الدولية.
- على الرغم من ذلك، تبقى المجموعة بعيدة عن أن تُحقق التأثير العالمي المرجو، خاصة مع غياب قيادات رئيسية مثل الرئيس الصيني الذي تغيب عن القمة، وقرار الرئيس الروسي بعدم الحضور لتجنب الإحراج.
توسعات وتحديات داخلية في المجموعة
انضمام دول جديدة وتوازن القوى
- شهدت “بريكس” توسعاً ملحوظاً مع انضمام دول مثل مصر، إثيوبيا، إيران، إندونيسيا، والإمارات، مما عزز التمثيل العالمي للمجموعة بما يقارب نصف سكان العالم و40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، إلا أن ذلك زاد من تعقيد وحدة التكتل.
- التحالف يعاني حالياً من انقسامات حول قضايا مثل الحرب في الشرق الأوسط، حيث تعارض روسيا والصين تضمين إشارات بهذا الشأن، في حين تدعو مصر إلى إدراج موضوع السلام والأمن في المنطقة.
تحديات السياسة والاقتصاد
- يرى خبراء أن غياب أجندة موحدة وواضحة يقلل من نفوذ “بريكس” الجيوسياسي، حيث يبرز الصراع بين الصين والهند على قيادة التكتل والجنوب العالمي بشكل عام.
- بالرغم من التوافق على تعزيز القوة الاقتصادية، إلا أن التوترات مع الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بتطوير أنظمة دفع بديلة والتعامل مع التهديدات التجارية، تظل عقبة أمام التوحد الكامل للمجموعة.
آفاق التعاون في قضايا المناخ والتنمية
تبدي بعض دول المجموعة، خاصة البرازيل والصين، تفاؤلاً بإمكانية التوصل إلى اتفاقات حول التمويل المشترك لقضايا المناخ، خاصة في ظل التحديات التي فرضتها السياسات التجارية الأمريكية، والانسحابات من الاتفاقات الدولية مثل اتفاق باريس.
كما يعمل أعضاء “بريكس” على تعزيز روابطهم عبر التعاون حول قضايا البيئة والمناخ، في محاولة لإبراز أنفسهم كبديل موثوق وقادر على قيادة جهود مكافحة التغير المناخي على مستوى العالم.
خلاصة ودلالات مستقبلية
رغم التحديات والصراعات الداخلية، تظل مجموعة “بريكس” ساحة رحبة للتغيرات والتحولات الدولية، مع محاولة أعضاءها إحكام التنسيق والتوصل إلى مواقف موحدة تعكس مصالحهم المتباينة، في محاولة لتعزيز حضورهم على الساحة العالمية وتحقيق أهداف التنمية والديمقراطية بين دولهم.